السلطات تخوض «حربا» بالمحمدية لاسترجاع الملك العمومي.. والمقاهي تقفل أبوابها تتواصل بمدينة المحمدية عملية تحرير الملك العمومي، وسط ردود أفعال متباينة، ففي الوقت الذي استحسن فيه المواطنون هذه العملية وطالبوا بتعميمها في كل شوارع المدينة، وتطبيق القانون على الجميع، ومحاربة كل مظاهر البناء العشوائي، وإعادة الاعتبار للمواطنين الذين يضطرون إلى اقتسام الطريق مع السيارات وغيرها، مما أصبح يهدد حياتهم، ارتفعت أصوات أخرى، لتبخيس هذه العملية، ووصفها بكونها ليست سوى «حملة شرسة» و»تخريب للواجهات التجارية وفوضى عارمة على مستقبل وحماية الحقوق المهضومة لجميع التجار والحرفيين»، كما جاء في بيان استنكاري لجمعية «القصبة للتنمية والتواصل». وفي هذا الإطار، دعت الجمعية المذكورة، جميع التجار والحرفيين إلى ما أسمته ب» التصدي لهذه الاعتداءات بإغلاق المحلات التجارية يومه الأربعاء 26 حتى يستوعب المسئولون ماقاموا به من تخريب للمدينة العتيقة»، كما تواصل جمعية «المحمدية لأرباب المقاهي والمطاعم»ّ المتواجدة بساحة مولاي الحسن (ساحة المدن المتوأمة سابقا)، بدورها، إغلاق محلاتها منذ الاثنين الماضي، إلى أجل غير مسمى، احتجاجا على ما أسمته ب «مضايقات السلطة المحلية»، حيث نظمت وقفة احتجاجية أمام مقر العمالة في نفس اليوم، طالبوا فيها ب «التراجع عن قرارات الهدم». وقال رئيسها منير بلمغراوي، في اتصال مع بيان اليوم، «نحن مع التنظيم، وسبق لنا أن تقدمنا في وقت سابق للمسؤولين بطلبات استغلال الملك العمومي ووضع المظلات الحديدية (الباش)، كما هو معمول به في جميع الدول، وللأسف، لم نتوصل بأي رد في الموضوع منذ أكثر من ثلاثة أشهر»، مضيفا أن «أصحاب المقاهي يؤدون مقابلا عن كل متر يستغلونه من الملك العمومي»، وأنهم مستعدون للحوار للوصول إلى «صيغة تضمن حقوق الجميع». وببلدية عين حرودة، التابعة لعمالة المحمدية، وفي مناورة لدرء شبهات احتلال الملك العمومي، قام صاحب مقهى تتواجد بالمركز، ليلة أول أمس، بهدم مدخلها الذي كان يحتل لسنوات عديدة جزء كبيرا من الملك العمومي، فيما ما تزال مقهى أخرى في ملكه، غير بعيدة عن الأولى، تحتل بدورها جزء كبيرا من الملك العمومي، لم تطلها بعد عملية التحرير، وكانت هذه المقاهي وأخرى، موضوع شكاية مجموعة من الجمعيات، تتعلق «بالبناء العشوائي بالبلدية» قد وجهت للوكيل العام لاستئنافية الدارالبيضاء، قبل أكثر من سنتين، وهي الشكاية، التي أحيلت مؤخرا - منتصف شهر يوليوز الماضي- على الوكيل العام لابتدائية المحمدية.