لازال التشويق والانتظار يصاحبان انتخاب القيادة الجديدة التي ستنبثق عن المؤتمر الوطني التاسع للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، في اليوم الأخير للمؤتمر التاسع الذي تحتضنه مدينة بوزنيقة. ومن المرجح أن يعرف الكاتب الأول للحزب نهاية عشية أمس الأحد، أو في ليلة نفس اليوم على أبعد تقدير، بعد أن يتم فرز أصوات الاقتراع برسم الدور الثاني، التي انطلقت عمليته بعد ظهر أمس الأحد. وقد انحصر السباق لخلافة عبد الواحد الراضي على رأس الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بين إدريس لشكر وأحمد الزايدي، اللذين يخوضان الدور الثاني من الاقتراع للظفر بمقعد الكاتب الأول للحزب، بعد ان احتلا على التوالي المركزين الأول والثاني خلال الدور الأول من الانتخابات التي جرت في اليوم الثاني من أشغال المؤتمر الوطني التاسع. وأسفرت نتائج الدور الأول لانتخاب الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية عن احتلال كل من فتح الله ولعو وحبيب المالكي للرتبتين الثالثة والرابعة، وبالتالي استبعادهما من المنافسة على قيادة الحزب. ووفق النتائج المعلن عنها من قبل لجنة الفرز، فقد حصل إدريس لشكر، المحتل للرتبة الأولى، على مجموع 543 صوتا، من أصل حوالي 1580 المعبر عنها٬ بينما حصل أحمد الزايدي، المحتل للرتبة الثانية على 443 صوتا. وتقدم المرشحان بفارق كبير من الأصوات على منافسيهما الآخرين، حيث توقف رصيد الأصوات التي حصل عليها فتح الله ولعلو عند 345 صوتا، بينما لم يحصل حبيب المالكي سوى على 258 صوتا من مجموع الأصوات المعبر عنها من طرف المؤتمرين. وتوقفت أشغال المؤتمر لساعات كثيرة، ولم يشرع في التصويت لاختيار الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي إلا في الساعة العاشرة من ليلة السبت. ويعود سبب هذا التوقف إلى الاختلاف بين المؤتمرين، والنقاش الذي رافقه حول من يجب انتخابه أولا، اللجنة الإدارية، أعلى هيئة تقريرية بالحزب بعد المؤتمر الوطني، أم الكاتب الأول. واستمر هذا النقاش التنظيمي إلى غاية عشية السبت حين بدا أن أغلبية المؤتمرين يميلون إلى انتخاب الكاتب الأول أولا. وتم حسم الموضوع بعد أن رأى الكثير من مناضلي الحزب تقاربا في حظوظ المرشحين الأربعة. وذهبت جل التقديرات إلى أن إجراء الدور الأول من انتخاب الكاتب الأول سيؤدي إلى اتضاح الرؤية لدى المؤتمرين، من خلال معرفة المرشحين الأولين. وبرز إشكال آخر ساهم في تأخير إجراء الدور الأول من الانتخاب، حين رفض المرشحون الأربعة اعتماد الاقتراع الإلكتروني. ولم تعرف أسباب رفض المتسابقين الأربعة لقيادة الحزب للتصويت الإلكتروني، وتفضيلهم الاعتماد على الطريقة العادية، من خلال صناديق الاقتراع. وعند مغرب يوم السبت بدأت الأجواء في الانفراج داخل المؤتمر، بالرغم من ارتفاع بعض الأصوات، وإن كانت قليلة، تقول بأن المؤتمر سيد نفسه، وهو من يقرر في كل الإشكالات المطروحة. وبدا أن التوجه كان يسير إلى الاستجابة لرفض المرشحين الأربعة، وأيضا إلى البدء في انتخاب الكاتب الأول قبل اختيار أعضاء اللجنة الإدارية. وفي بداية ليلة السبت أعلنت مكاتب الاقتراع البالغ عددها 30 مكتبا للسماح بالمؤتمرين للتصويت لاختيار مرشحين اثنين من بين المرشحين الأربعة الذين سيخوضون الدور الثاني، وسط تكهنات هنا وهناك، حول الأوفر حظا. وحوالي الساعة العاشرة من الليلة ذاتها، بدأت عملية الاقتراع برسم الدور الأول لاقتسام المرشحين لمقعد الكاتب الأول للحزب، والتي امتدت لبضع ساعات، قبل أن تشرع لجنة الفرز في احتساب الأصوات، والتي أسفرت عن احتلال كل من لشكر والزايدي للمركزين الأولين المؤهلين لخوض الدور الثاني من الانتخاب، فيما أقصي كل من فتح الله ولعلو، أحد أبرز المرشحين والذي كان يشغل منصب الكاتب الأول بالنيابة، وحبيب المالكي من السباق نحو قيادة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. وإلى حدود منتصف نهار أمس الأحد، آخر أيام المؤتمر، لم يشرع بعد في إجراء الدور الثاني من الاقتراع لاختيار أحد المتنافسين لمقعد الكاتب الأول للحزب. حيث أرجأ التصويت إلى ما بعد الظهر. وأفادت بعض المصادر أن تحالفات بين أنصار المرشحين، من شأنها ترجيح كفة أحد المتنافسين على الآخر، هي التي تسببت في تأخير إجراء الدور الثاني من الاقتراع. يشار إلى أن اليوم الثاني من المؤتمر تميز بمصادقة أغلبية المؤتمرين على التقريرين الأدبي والمالي، وكذا بالمصادقة على التعديلات التي عرفتها مختلف الوثائق المقدمة للمؤتمر.