مناضل وطني تقدمي انتصر لمغرب التسامح بحضور وازن لوفد من حزب التقدم والاشتراكية يتقدمه الأمين العام نبيل بنعبد الله وأعضاء الديوان السياسي عبد الواحد سهيل وخالد الناصري ونزهة الصقلي ورشيدة الطاهري، تم، مساء أول أمس الأحد، بالدارالبيضاء، تنظيم حفل ديني بمناسبة مرور سنة على رحيل شمعون ليفي، المناضل التقدمي الكبير، والأمين العام لمؤسسة التراث الثقافي اليهودي المغربي، وأحد أبرز قادة حزب التقدم والاشتراكية واليسار التقدمي المغربي. وقد تميز هذا الحفل، الذي حضره أيضا عبد الرحيم بنصر الكاتب الجهوي للحزب بجهة الدارالبيضاء الكبرى ونجيب الصاوي وسعيد سيحيدة وحميد بطة أعضاء اللجنة المركزية، بكلمة سيرج مالكا، ابن عم شمعون ليفي، الذي قدم تشكراته لمناضلات ومناضلي حزب التقدم والاشتراكية الذين كانوا «نعم رفاق الطريق الذي سلكه الراحل، الرجل الوطني الذي جسد مغرب التسامح»، معتبرا أن نضالات شمعون ليفي ورفاقه في الحزب تميزت على الدوام ب «نضال وطني مستميت من أجل أن يتبوأ المغرب مكانته اللائقة في المجموعة الدولية»، ومعربا عن امتنانه العميق للفقيد لما علمه لكل المغاربة باختلاف دياناتهم وأعراقهم ولغاتهم ولهجاتهم «من قيم سامية تذكي الروح الوطنية والاعتزاز بالانتماء إلى المغرب». كما تميز هذا الحفل الديني الذي حضره أبناؤه جون وجاك ليفي، ومحافظة المتحف اليهودي المغربي بالدارالبيضاء زهور رحيحل، وسفير ألمانيا بالمغرب، بلقاءات ومحادثات أعرب فيها الجميع عن الأسف لفقدان الراحل الذي عرف بالتزامه وصرامته تجاه العديد من القضايا الأساسية لوطنه، منذ أن كان عضوا نشيطا في الحركة الوطنية، مشددين على الدور العلمي للفقيد واهتمامه بالتنوع الثقافي للمغرب ومكانة اليهود في تاريخه. ولم يكن بمحض الصدفة أن يتجاذب البعض ممن حضروا الحفل الديني ما يجري في غزة. فشمعون ليفي، الذي كان يحز في نفسه هجرة اليهود وذهابهم من المغرب، كان يغضبه الصراع في الشرق الأوسط وتعثر مفاوضات السلام، وكان دوما يقول «من الصعب علي أن أتقبل كيف أن يهودا عانوا فيما مضى وتعرضوا للظلم والتعذيب والقتل والذبح من قبل النازية الألمانية في أوروبا يقومون اليوم بتكرار نفس الجريمة ويقتلون أطفالا ونساء مدنيين عزلا، وإن اليهودي الحقيقي لا يمكنه أن يقترف جرما مماثلا، وإن اليهودي المتمسك بمبادئه وعقيدته حاشى أن يقترف هذا الذنب العظيم».