ديوان «يسقط شقيا» سفر عبر الذات العاشقة بعد حضور لربع قرن في المشهد الشعري المغربي، مايزال الشاعر المغربي محمد اللغافِي مُصراً على اقتِحَامِ مجاهِلِ القَصِيدَة، عبْرَ إِصدَارٍ جَدِيدٍ وسمهُ ب «يَسقُطُ شَقِياً»، والذي ظلَّ وَفِياً لمَسَارٍ شعرِي يَرْتَكِنُ بِالأَسَاس على مُسَاءَلَة الذَات وتَفَاصِيلِ اليَومِي، لِنُنْصِت فِي هَذَا الحِوَار إِلَى نَبْضِ الشَّاعِر وذَاتِهِ المَسْكُونَة بِالكَثِير منَ القَلق والأَلَم. ماذا عن منجزك الشعري الأخير «يسقط شقيا»؟ سأحاول إيجاز كلمتي حول أضمومة «يسقط شقيا»، هو عمل استثنائي حاولت فيه السفر عبر الذات العاشقة وواقع كينونتي كشخص مثقل بهموم العالم، يستنزفه التفكير في ما هو أعمق من اليومي الذي يستعبدنا في المعيش المفروض، «يسقط شقيا» هو أيضا سقوط فاجر في عشق متعثر أو حلم عابر راودني ذات فجوة منفلتة، ثم حاولت ألا أكرر نفسي ولا أعرف هل نَجَحتُ فِي ذلكَ أم لا ؟ المتتبع لتجربتك الشعرية يلاحظ أنك تنزاح لتفاصيل اليومي، ما السر في ذلك؟ السر واضح، فعلاقتي باليومي يؤثر بشكل كبير على تجربتي ولا ملاذ لي بعده، لأن محيطي الاجتماعي وبيئتي البسيطة وملازمتي للبسطاء تلزمني أن أبقى وفيا لتجربة اليومي اذا صح التعبير. إلى جانب الإبداع ، تشتغلون في العمل الجمعوي كيف تستطيعون التوفيق بين العملين؟ العمل الجمعوي بالنسبة لي هو تكملة لمساري الإبداعي، أولا لأكون في خدمة الثقافة والفكر، وحتى أكون قبل الإبداع مناضلا جادا لتكريس الفعل الثقافي الجاد، ضد بهرجة التمييع والفساد والتحرش الثقافي الذي أصبحت تشهده الساحة الثقافية من بعض المؤسسات المسترزقة، ثم إنني بالعمل الجمعوي أستطيع أن أوصل رسالة أخرى شريفة تقتصر أولا على تعميم الإبداع تحت شعار «الثقافة للجميع» وتشجيع الشباب على الكتابة والترويج للكتاب لنصنع على الأقل جيلا قارئا ومتابعا. جامعة المبدعين المغاربة استطاعت أن تراكم تجربة مائزة سواء على مستوى النشر الجماعي أو تنظيم لقاءات مفتوحة مع المبدعين المغاربة، هل تتلقون دعما من الجهات الوصية أم فقط تعتمدون على مجهودات ذاتية؟ - في الحقيقة، نحن لم نتلق أي دعم لحد الآن ونحاول الاعتماد على مجهوداتنا الذاتية، وأتمنى مستقبلا أن نتواصل مع وزارة الثقافة والجهات المسؤولة للدعم، سيأتي هذا بعد تأثيث بيت الجمعية التي أصبحت في حاجة ماسة إلى إعادة النظر في مكتبها، وضخ دماء جديدة فيها. تم مؤخرا انتخاب مكتب جديد لاتحاد كتاب المغرب، هل الأسماء التي تكونه قادرة على إعادة عجلة الإتحاد إلى سكته الصحيحة؟ صدقني، أنا لست ضد المكتب الجديد لاتحاد كتاب المغرب، ولا المكتب القديم، لكني ضد الاحتكار الثقافي، فمن لا يشتغل بنكران الذات لا يمكنه أن يسير بمؤسسة تحمل على عاتقها مشعل الثقافة في بلادنا. هل يمكن أن نرى محمد اللغافي يوما عضوا في هذا الإتحاد؟ لا، لم أعد الآن في حاجة للعضوية في اتحاد كتاب المغرب، لكن هذا لا ينفي بأننا في جمعية جامعة المبدعين المغاربة يمكننا التنسيق معه كأي جمعية جادة، خدمة للثقافة الهادفة والرصينة، ويمكن أيضاً مع وزارة الثقافة المغربية. * شاعر مغربي