لم أشارك في أي فيلم سينمائي منذ 1978 خلال الدورة التاسعة لمهرجان الفيلم عبر الصحراء الذي أقيم بمدينة زاكورة الاسبوع الاول من الشهر الجاري كان لنا لقاء مع الفنان المغربي عبد القادر مطاع بزاكورة، نقدم في ما يلي نص ما جاء فيه: ما هو واقع حال السينما المغربية الآن؟ لا تستغرب إذا قلت لك أن السينما المغربية غير موجودة، وأنني لا أعرف شيئا اسمه «سينما مغربية»، منذ كانت بالأبيض والأسود، حيت لم أشارك في أي فيلم سينمائي منذ 1978!!! أما «البانضية» للفنان سعيد الناصري فليس فيلما سينمائيا بل هو مصور بطريقة الفيديو، والسينما، بالنسبة إلي، هي التصوير «بالنيكاتيف» وهذا، كان حاضرا في فيلم «وشمة» الذي عمل به مجموعة من الفنانين المغاربة المتخرجين من معاهد سينمائية عالمية أمثال حميد بناني المتخرج من المعهد السينمائي الفرنسي، أحمد البوعناني متخرج كذلك من فرنسا، محمد عبد الرحمان التازي مدير التصوير، ولست أدري كيف ذهب هذا المبدع إلى الإخراج السينمائي؟ وهو من أحسن مديري التصوير في العالم العربي، ومحمد السقاط كاميرامان رائع. كل هؤلاء أطر صنعوا السينما المغربية، ولم يكونوا بائعي زيتون وخليع، مثل هؤلاء الذين أصبحوا ممثلين ومخرجين ومنتجين!!! إذن لماذا كل هذه الأكاديميات العالمية إن لم تكن لتكون مخرجين؟ أما بالنسبة للأجيال الحالية، ومنها من تعاطى السينما المغربية، فقد تنكروا لعبد القادر مطاع ومحمد حسن الجندي ومحمد الخلفي وعبد اللطيف هلال... وكل هؤلاء كان لهم باع طويل في السينما وتاريخها شاهد على ذلك. أما التلفزيون، فهو، بالنسبة إلينا، النافذة التي نطل من خلالها على المتفرج المغربي ونهاجمه في عقر داره لخلق المتعة بكل جدارة واستحقاق وبتمثيل رصين وجميل ومحترم. ولماذا السيتكوم؟ هل هو بديل أم أن هناك إكراهات يجب تجاوزها بهذا النوع الدرامي الجديد؟ السيتكوم هو نوع من الدراما تتميز بإيقاع خفيف وأنا أحب كثيرا الدراما والتراجيديا والكوميديا والأوبرا ومسرح الشارع وهذه كلها لها علاقة بالتشخيص وتدخل في مجال التجربة الشخصية والحياتية اليومية. وإيقاع السيتكوم ليس هو إيقاع المسلسل الطويل النفس، والسيتكوم بخفته مقبول لدى الجميع، كبارا وصغارا، وهو أيضا وسيلة جديدة للإمتاع الفني، ولتستمر الحياة بدون مشاكل مادية. ماذا عن مهرجان زاكورة ؟ زاكورة مدينة جميلة و مدينة تاريخية مرت بها العديد من الأقوام التي أتت بروافد من الثقافات المختلفة. لهذا السبب، بإمكانها أن تصبح مدينة السينما ومدينة المهرجانات السينمائية بكل جدارة، وذلك بفضل رجالاتها ومثقفيها، وكذلك بفضل ثقافتها المحلية الممتازة. وأن يكتسب القيمون على هذا المهرجان خبرة من الدورات السابقة، وفي هذا الصدد، مطلوب من المنظمين، وحتى تكون له مكانته في مصاف المهرجانات السينمائية الوطنية وأخص بالذكر مهرجان مراكش، لابد لجمعية المهرجان السينمائي لزاكورة أن تخصص كاتب سيناريو لكتابة سيناريو المهرجان أو حكاية المهرجان من البداية إلى النهاية «ماذا يقع في أيام المهرجان» و أن تكتب بقالب مغربي أصيل حتى يبرز الاختلاف بين مهرجان زاكورة و المهرجانات العالمية والمغربية الأخرى، خاصة أن زاكورة معروفة بأهازيجها الفلكلورية الرائعة مثل «الركبة» و»أقلال « و غيرها و ليس هناك أي مشكل أن يكون هناك « براح» المهرجان يعلن عن البرنامج اليومي في الأسواق وأن يكون رافضا للأخطاء، وبهذا نكون قد أضفينا جانبا جماليا للحدوتة تميز هذا المهرجان. إنتاج فيلم قصير من طرف المهرجان، هي فكرة جيدة و جميلة لكن يجب أن يكون هذا الفيلم القصير مثالا للجمال و الروعة، لأنني لا أحب أن تكون هناك أنصاف الحلول في مثل هذه الأعمال وأن تكون الاحترافية هي السمة الوحيدة التي يمكن أن نضفيها على هذا العمل في كل جوانبه من السيناريو إلى الإخراج. *كاتب صحافي