الشراكة مع المغرب وتطورات الوضع في منطقة الساحل والأوضاع في سوريا محاور مباحثاتها بالرباط تدخل العلاقات المغربية الأوربية منعطفا جديدا، من خلال الزيارة التي تقوم بها، يومه الإثنين، المفوضة الأوربية للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، كاثرين أشتون، إلى الرباط، للتباحث مع المسؤولين المغاربة حول العديد من القضايا المشتركة، وفي مقدمتها الشراكة الاستراتيجية التي تجمع الاتحاد الأوربي بالمغرب، بالإضافة إلى قضايا إقليمية ودولية أخرى، منها ما يتعلق بالأوضاع في منطقة الساحل والصحراء، ومنها ما يتعلق بالوضع في المنطقة العربية، وخصوصا الوضع في سوريا. زيارة كاثرين أشتون إلى الرباط التي تعد الأولى من نوعها للمسؤولة الأوربية، تندرج في إطار الشراكة المتميزة بين الاتحاد الأوربي والمغرب، وتفعيل مختلف الأوراش التي تم الانخراط فيها في الميدانين السياسي والتجاري، حسب بلاغ لمفوضية الاتحاد الأوربي بالرباط. وأكد البلاغ أن وزيرة خارجية الاتحاد الأوربي ستجري مباحثات مع عدد من المسؤولين المغاربة، حول العلاقات الاستراتيجية التي تربط الاتحاد الأوربي بالمملكة المغربية، وسبل تدعيم موقع الشراكة المتميز بين الطرفين. خصوصا وأن المغرب يعتبر من المستفيدين الأساسيين لدعم دول الاتحاد الأوربي، حيث وصل حجم الهبات والمساعدات التي تلقاها للفترة ما بين 2011 و2013 حوالي 6 ملايير أورو. وأضاف بلاغ مفوضية الاتحاد الأوربي بالمغرب أن الاتحاد الأوربي يدعم بقوة الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي اعتمدها المغرب، ويتابع باهتمام مسلسل تفعيل الدستور الجديد، سواء تعلق الأمر بإصلاح القضاء أو المقتضيات الجديدة في مجال حقوق الإنسان. ولن تكون قضايا الشراكة والوضع المتقدم للمغرب مع الاتحاد الأوربي وحدها في جدول مباحثات المفوضة الأوربية للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية مع المسؤولين المغاربة، بل من المنتظر أن تتناول مجمل العلاقات بين الطرفين، خصوصا ما يتعلق بالمفاوضات حول تجديد اتفاق الصيد البحري، والاتفاق الفلاحي، وأيضا تطور العلاقات في منطقة الساحل وبالتحديد بمالي، ثم الأزمة السورية. كما تشكل الزيارة مناسبة للمسؤولة الأوربية لطرح قضايا الاندماج الإقليمي المغاربي والوضع الأمني في منطقة الساحل والتحولات في الضفة الجنوبية للمتوسط، في ظل التطورات الأخيرة، خصوصا في منطقة الساحل، التي تسيطر عليها الجماعات المتطرفة وتنذر بدخولها في مستنقع من الحروب. كما تأتي زيارة المفوضة الأوربية للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية إلى المغرب، بعد أسبوعين على جولتها في الشرق الأوسط التي استغرقت خمسة أيام، والتي زارت خلالها كلا من الأردن ولبنان وإسرائيل والأراضي الفلسطينية، حيث يتوقع أن تتناول مباحثاتها مع المسؤولين المغاربة استعداد المغرب لاحتضان مؤتمر الدول المانحة بخصوص الأزمة السورية، المرتقب الشهر الجاري بالرباط. وكانت أشتون زارت خلال جولتها الشرق أوسطية مخيم الزعتري بالأردن بالقرب من الحدود السورية، الذي يتواجد به المستشفى الميداني المغربي، حيث اطلعت على أوضاع حوالي 37 من اللاجئين السوريين بالمخيم، والتقت عددا منهم واستمعت إلى معاناتهم أثناء نزوحهم والتحديات التي واجهتهم والأسباب التي دفعتهم للنزوح، ودعت الدول المانحة إلى الاستمرار في تقديم الدعم للاجئين الفارين من نظام القمع بسوريا، تجنبا لحدوث كوارث إنسانية في المستقبل.