الدراجة المغربية ستقول كلمتها خلال مونديال ريودي جانيرو بالبرازيل لم تبلغ الدراجة المغربية المؤمل منها أثناء مشاركتها بدورة الألعاب الأولمبية لندن 2012، ووحده الدراج عادل جلول أتمم السباق واحتل الرتبة 61 وهي رتبة محترمة ضمن مجموعة من الدراجين من ذوي التجارب والخبرات. ولم نراهن على تتويج الدراجة وفوزها بميدالية في دورة لندن الأولمبية رغم زيادة الدراجين المغاربة في المنافسات القارية وذلك للمستوى العالي الذي يميز نضرائهم في دول متفوقة عالميا في هذه اللعبة. وما يشفع للدراجة المغربية في هذه المشاركة كونها استرجعت عافيتها في السنوات الأخيرة بعد مشاكل كثيرة مزقت كيانها وفرضت تدخل الوزارة الوصية وحل جهاز الجامعة وتعويضه بلجنة مؤقتة، وتمكن الدراجون المغاربة من تسجيل حضور مميز في عدد من الطوافات من بينهم طواف المغرب الذي تم إحياؤه، وتحتل الدراجة المغربية اليوم الرتبة الأولى في إفريقيا لكنها بعيدة عن المستوى العالمي رغم جهود عناصر الفريق الوطني ورغبتهم في تحقيق الإيجابيات. واستفاد الدراجون كغيرهم من الرياضيين من الدعم المادي واللوجسيستي الذي توفر من لدن الوزارة الوصية واللجنة الوطنية الأولمبية، ولجنة رياضيي المستوى العالي، وضمنوا التأهل والحضور في أولمبياد لندن والأمل أن يبلغوا منصة التتويج في دورتي 2016 و 2020 شرط الحفاظ على إيقاع التحضير والتنافس والاستمرار في اكتشاف المواهب والطاقات مع رعاية مركز التكوين والتجمعات التدريبية في المغرب وخارجه. والتأخير الذي تعانيه الدراجة المغربية اليوم سببه المشاكل والصراعات الطاحنة التي شهدها التسيير في فترات عطلت الأنشطة. كان لنا لقاء مع المدير التقني الوطني مصطفى التجاري وقدم لنا التوضيح التالي: * كيف كانت المشاركة المغربية في الأولمبياد؟ - علينا أن نعلم أن عدد الدراجين المتأهلين للمشاركة في الألعاب الأولمبية لا يتجاوز 145 دراجا يمثلون مختلف جهات العالم وتسعون في المائة منهم شاركوا في طواف فرنسا مؤخرا قبل أسبوع في طواف فرنسا مؤخرا قبل أسبوع عن موعد الأولمبياد. وقبل سنتين أو ثلاثة أوضحنا للوزارة الوصية واللجنة الوطنية الأولمبية أننا لن نفوزر بميدالية في دورة لندن. والتأهل للمشاركة نعتبره إنجازا هاما بالنسبة للمغرب، ومن القارة الإفريقية تأهل سبعة متسابقين فقط ثلاثة من المغرب لكوننا أحرزنا الرتبة الأولى قاريا، وواحد من جنوب إفريقيا و واحد من ناميبيا المشاركة وأخرى إيريتيريا. * المغرب شارك لأول مرة في مسابقة احترافية، كيف ترى ذلك؟ - كانت المشاركة مكثفة من المحترفين الكبار، وكان السابق سريعا على مسافة 250 كلم، ولأول مرة يواجه متسابقون مسافة من هذا الحجم، لأن المسافة التي يتنافس فيها الدراجون الهواة لا تتجاوز 200 كلمن وكان دراجونا في مقدمة السباق، وللأسف وقع محسن لحسايسي بعد 45 كلم وسقط وتعذر عليه الالتحاق بمنافسيه بسبب الإيقاع المرتفع في التنافس. وبدوره الدراج المغربي الشاب «هدي سفيان» انسحب بعد 160 كلم ولم يتمم مسابقة السباق نتيجة ألم في البطن، وبقي الدراج جلول عادل الذي احتل رتبة نعتبرها جد مشرفة وأنهى السباق في الصف 61 هذا في وقت احتل فيه البطل العالمي (كافاندريش) المرشح للميدالية الذهبية الرتبة 29، وبطل فرنسا (رادرويغنس) الرتبة 103، والنتيجة تترجم تطور مستوى الدراجة المغربية. أما في السباق ضد الساعة فقد احتل المتسابق المغربي محسن لحسايني الرتبة 34 واجتاز المسافة بسرعة 46 كلم في الساعة في حين أن الفائز بالميدالية الذهبية عبر السباق بسرعة 52 كلم في الساعة. وهذه إشارات تبين أنه بالجد والمثابرة يمكن تحقيق نتائج أفضل في الأولمبياد القادم سنة 2016. * شهدت دورة لندن العديد من حالات المنشطات، كيف تعاملتم مع هذه الآفة؟ - أما بالنسبة للمنشطات، فالكل يعلم أن هذه الآفة أساءت كثيرا لسباق الدراجات في عدة دول في العالم وخاصة فرنسا، «وكونطادور» الفائز بطواف فرنسا سبق أن تورط في المنشطات من قبل، ويقال أن المنشطات تستهلك من الجنود وبعدهم متسابقو الدراجات. إننا نواجه اختبارات ضد المنشطات، في جميع التظاهرات التي يشارك فيها منتخبنا الوطني خاصة وأن المراقبة تستهدف الفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى، ولذلك كنا دائما نعتمد التحسيس والتوجيه حتى يحتاط أبطالنا عن التورط في المواد المنشطة بقصد أو عدمه، وعودنا دراجينا على استشارة الطبيب قبل استعمال أي دواء، وهذا ما جعل منتخبنا الوطني بعيدا عن المنشطات، ونشير في عملنا بخطى ثابتة والأمل أن يكون أبطالنا في أوج العطاء في الأولمبياد القادم سنة 2016. * كيف ترة مستقبل الدراجة المغربية بعد الأولمبياد؟ - المنتخب الوطني لسباق الدراجات لم يشارك في الألعاب الأولمبية، منذ دورة لوس أنجلس سنة 1984، وتمكنا من انتزاع التأهل في هذه السنة بجدارة واستحقاق والإنجاز يحفزنا لتحقيق نتائج أرقى في المستقبل، وهذا يفرض علينا تحضير أبطال جدد بالتتقيب عن المواهب والطاقات في الاستراتيجية المرسومة، وليس مستحيلا أن نتوفر على أبطال يقارعون كبار الأبطار في مختلف المحافل الدولية، والبداية بأولمبياد سنة 2016 الذي انفصلنا عنه الفترة الأولمبية ومدتها أربع سنوات».