يعد شهر رمضان من الفترات المحبذة لدى العديد من أصحاب التجارة الكاسدة، والذين يستغلون هذا الشهر وما يحمله في طياته من لهفة غالبا ما تذهب عقول وتركيز الناس، ليسوقوا سلعا منتهية الصلاحية، حيث تنتشر هذه الظاهرة في مختلف ربوع المملكة، وخصوصا الأحياء الشعبية، أي تلك التي تعرف وفرة على مستوى الباعة المتجولين أو أصحاب «الفراشة» كما هو معروف بالعامية المغربية. ولوحظ خلال السنوات الأخيرة اكتساح السلع الإسبانية للأسواق المغربية، قادمة من شمال المملكة، كأنواع مختلفة من الأعاصير وكذا بعض المعلبات، والتي تنتشر في هذا الشهر بصورة عشوائية تفتقد لكل مظاهر العقلانية، والتي تتدفق بصورة مستمرة على أسواقنا، لكنها لا تعرف رواجا كما هو الشأن بالنسبة للشهر الكريم، حيث يكثر الإقبال عليها بسبب تمنها الزهيد الذي غالبا ما يكون في المتناول، أمر يدفع بالكثير إلى تفضيلها على السلع المحلية. وكانت العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان من خلال فرعيها بتطوان و المضيقالفنيدق، في غير ما مرة راسلت المصالح المعنية بالموضوع، ورفعت إليها شكايات عديدة، إلا أنها لم تتلقى أي رد، بل ما زاد الطينة بله، هو توسع نطاق ومجال الأسواق المغربية التي يتم خلالها بيع وترويج هذه المنتجات والمواد الاستهلاكية الفاسدة المهربة.