المخطوطات ذاكرة خصبة للهوية المغربية ومتن ناقل للإبداع والفكر والعلم والمهارات نظم مؤخرا بمتحف الأوداية بالرباط حفل احتفائي تم خلاله تسليم جائزة الحسن الثاني للمخطوطات برسم سنة 2011. وتم خلال هذا الحفل، الذي ترأسه وزير الثقافة محمد الأمين الصبيحي، تسليم الجوائز للفائزين بهذه الجائزة في دورتها السادسة والثلاثين، حيث استقر رأي اللجنة العلمية الوطنية على منح الجائزة التقديرية مناصفة لمحمد رشيد عراقي من مدينة فاس، وخليل الناصري من مدينة مراكش بالنظر لما قدماه من مخطوطات قيمة. وقد فاز بالجائزة التشجيعية الأولى لهذه الدورة كل من فاطمة الزهراء سحنون ومحمد رشيد عراقي وخليل الناصري وسومية الناصري والطاهر بلفقيه. وعادت الجائزة التشجيعية الثانية لخليد صباغي إدريسي ومنية سحنون وبشرى الناصري، وسفيان الناصري وأحمد دهوزي. أما الجائزة التشجيعية الثالثة فقد فاز بها كل من خديجة اليزيدي وإبراهيم الخليل الناصري، وخالد العثماني. وقال الصبيحي في كلمة بالمناسبة، إن الاحتفاء بالفائزين بجائزة الحسن الثاني للمخطوطات يأتي تكريسا لتقدير وتثمين الوزارة المتواصلين للتراث المخطوط المغربي باعتباره ميراثا حضاريا حيا، وذاكرة خصبة للهوية المغربية، ومتنا ناقلا للإبداع والفكر والعلم والمهارات، وذخيرة هامة وفاعلة في التراث الإنساني عامة. وأضاف الصبيحي في هذا الصدد أنه إذا كانت الغاية الأساس التي سعت إليها الجائزة منذ إحداثها سنة 1969 وإلى الآن ، هي تمكين المغرب من بنية مؤسساتية تعمل على تجميع تراثه المخطوط وحفظه وتصويره ورقمنته وإيداع نسخ منه بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط، تيسيرا لوصول الباحثين والقراء إليه ودمقرطة تداوله، فإن ما راكمته الدورات الخمس والثلاثون الماضية لهذه الجائزة، التي ناهز رصيدها المصور خمسة وثلاثين ألف مخطوط ووثيقة، ليؤكد التفاعل المشكور للأسر والأفراد مالكي هذا التراث المخطوط مع الأهداف المعرفية الوطنية التي أملت إحداث هذه الجائزة. يشار إلى أن تنظيم هذه الجائزة سنويا يتوخي على الخصوص محاولة اكتشاف الجديد والنادر والنفيس من التراث الوطني المخطوط والوثائقي، الذي مازال متفرقا في مختلف مناطق المغرب، ومحاولة تحسيس الأسر والأفراد مالكي هذا التراث المخطوط بأهميته الفكرية والمادية والمعنوية.