أكد المدير العام لوكالة المغرب العربي للأنباء خليل الهاشمي الإدريسي بروما٬ على ضرورة قيام وكالات الأنباء المتوسطية ب» العمل سويا من أجل تشجيع إقامة شراكة تتوخى توطيد الحوار وبناء جسور تعاون مثمر بين ضفتي» البحر الأبيض المتوسط. وأبرز الهاشمي الإدريسي خلال افتتاح أشغال الدورة الحادية والعشرين للجمعية العامة لرابطة وكالات الأنباء المتوسطية (أمان) أنه يتعين إرساء هذا التعاون « في إطار السعي إلى المساهمة في جعل حوض البحر الأبيض المتوسط بحيرة للسلام وفضاء للقاء والتفاهم بين مختلف الثقافات والحضارات». ودعا المدير العام لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ الذي يتولى رئاسة رابطة وكالات الأنباء المتوسطية منذ انعقاد الدورة السابقة للجمعية العامة بطنجة في يونيو 2011٬ في هذا الإطار إلى تكثيف تدفق وتبادل الأخبار ونقل التكنولوجيا وتبادل الخبرات بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط. وأعرب الهاشمي الإدريسي٬ الذي سلم بالمناسبة رئاسة الرابطة لجوليو أنسيلمي رئيس وكالة الأنباء الإيطالية (أنسا)٬ عن اعتزازه بالآفاق الجديدة التي يوفرها هذا اللقاء لتقييم منجزات الرابطة وبناء جسور جديدة بين ضفتي حوض المتوسط في مجال الاتصال. وعبر عن يقينه « بأن الإرادة التي تحذونا للتعرف أكثر فأكثر على بعضنا البعض والتفاهم بشكل أكبر» تخلق الظروف الملائمة لإعطاء دفعة جديدة للحوار بين دول المنطقة والنهوض بتداول وتدفق المعلومات بين شمال وجنوب حوض المتوسط. وأشار المدير العام لوكالة المغرب العربي للأنباء إلى أن « الاتصال مدعو اليوم إلى الاضطلاع بدوره كاملا بهدف تجنب سوء الفهم وغياب التفاهم والإقصاء من كلا جانبي المتوسط٬ الذي يعد ملتقى الحضارات ومنطقة مفضلة للتبادل والتعايش». ونوه من جهة أخرى بالمكانة التي أضحت تحتلها (أمان) في المحيط المتوسطي « بفضل الإرادة والعزيمة التي يتحلى بها جميع أعضائها» وكذا الخطوات التي قطعتها منذ تأسيسها سنة 1992 والنتائج التي حققتها في مختلف المؤتمرات المنعقدة بالتناوب بين دول شمال وجنوب المتوسط. وأبرز أن هذه الاجتماعات « شكلت محطات هامة ودالة في مسار تطوير التعاون بين وكالات أنباء ضفتي حوض المتوسط». وبخصوص الفترة التي تولت فيها وكالة المغرب العربي للأنباء رئاسة رابطة وكالات الأنباء المتوسطية٬ استحضرالهاشمي الإدريسي الأنشطة والمبادرات التي تم إنجازها٬ بتنسيق تام مع أعضاء لجنة المتابعة وبمساهمة الأمين العام جورج بينينتو٬ من أجل تنفيذ مختلف التوصيات والقرارات التي صادقت عليها الدورة العشرين للجمعية العامة المنعقدة السنة الماضية بطنجة٬ ومن أجل ترسيخ المكتسبات التي تم تحقيقها في أفق زيادة تعزيز العلاقات المهنية بين وكالات الأنباء المتوسطية. وعبر في هذا الصدد عن ارتياح رئاسة الرابطة للأهمية الخاصة التي يوليها أعضاء (أمان) لتعميق التعاون بين شمال وجنوب حوض البحر الأبيض المتوسط وكذا مساهمتهم في مختلف أنشطة وجهود الرابطة. وعبر المدير العام لوكالة المغرب العربي للأنباء عن قناعته بأن الاهتمام المشترك لأعضاء رابطة وكالات الأنباء المتوسطية (أمان) بإنجاز أنشطة مشتركة في مجال الاتصال سيساهم٬ بدون أدنى شك٬ في مد جسور جديدة للحوار والتفاهم بين شعوب المنطقة. وكان الهاشمي الإدريسي قد أكد٬ خلال اجتماع لجنة متابعة الرابطة المنعقد في أبريل الماضي بروما٬ على أهمية تعزيز أنشطة الرابطة٬ إلى جانب إعادة إطلاق النقاش حول قضية التكوين وتنظيم تداريب لفائدة صحفيي وكالات الأنباء المتوسطية. وذكر٬ في هذا الصدد٬ بقرار الدورة العشرين للجمعية العامة القاضي بتكليف لجنة المتابعة بمعالجة قضية التكوين بناء على وثيقة العمل التي قدمتها وكالة المغرب العربي للأنباء. وتدعو الوثيقة بالخصوص إلى إنشاء خلية للتكوين تابعة للأمانة العامة لرابطة وكالات الأنباء المتوسطية (أمان) وإحداث صندوق خاص بالتكوين٬ وإبرام اتفاقيات شراكة بين الرابطة والمؤسسات والهيئات الدولية المتخصصة في تنظيم دورات التكوين والندوات. كما تقترح تنظيم دورات تكوينية لفائدة الصحفيين على مستوى وكالات الأنباء المتوسطية التي تتوفر على الوسائل والإمكانيات الضرورية وعلى التأطير الملائم٬ وكذا خلق مركز للتكوين والتداريب في إطار استراتيجية تروم ضمان استكمال تكوين الصحفيين وتأهيل الموارد البشرية على المديين المتوسط والطويل. وتواصلت أشغال الدورة الحادية والعشرين للجمعية العامة لرابطة وكالات الأنباء المتوسطية (أمان)٬ بعد مداخلة الهاشمي الإدريسي٬ من خلال عرض والمصادقة على تقارير الأنشطة والتقارير المالية منذ الدورة السابقة للجمعية العامة وبحث مختلف النقاط المدرجة في جدول الأعمال والتي تهم بالخصوص تعزيز التعاون والشراكة بين الوكالات الأعضاء بالرابطة. وتجدر الإشارة إلى أن وكالة الأنباء الايطالية (أنسا)٬ كانت قد نظمت أمس الأربعاء الماضي٬ ندوة في موضوع «إيطاليا بالنسبة للمنطقة المتوسطية : إعلام وتنمية» على هامش انعقاد الجمعية العامة ل(أمان) بمشاركة ممثلين عن 19 وكالة أنباء متوسطية. وقد تم التأكيد خلال هذه الندوة التي شاركت فيها أيضا شخصيات إيطالية من عالم السياسة والاقتصاد والإعلام٬ على الدور الهام الذي تضطلع به وكالات الأنباء المتوسطية من أجل إرساء الحوار بين ضفتي البحر المتوسط وتشجيع بناء جسور الشراكة والتفاهم والتقارب بين بلدان المنطقة. وشدد الهاشمي الإدريسي٬ بهذه المناسبة٬ على الدور الذي تلعبه هذه الوكالات «لتبديد سوء الفهم ومظاهر الإقصاء خاصة في هذه الظرفية التي تطبعها الأزمة الاقتصادية في الشمال والثورات الناجمة عن (الربيع العربي) في الجنوب»٬ والعمل من أجل «مد جسور جديدة بين الضفتين في مجال التواصل». ومن جانبه٬ أكد جوليو أنسيلمي رئيس وكالة الأنباء الإيطالية (أنسا)٬ خلال هذا الاجتماع٬ على ضرورة تعزيز الحوار بين وكالات أنباء البحر الأبيض المتوسط٬ وخاصة في هذه الظروف التي تتميز٬ ليس فقط بالأزمة الاقتصادية٬ ولكن أيضا بأزمة في الإعلام والاتصال التقليدي. وأبرز متدخلون إيطاليون آخرون٬ آفاق التعاون التي توفرها الضفة الجنوبية لحوض البحر الأبيض المتوسط ولاسيما في ميادين التعاون الاقتصادي والجامعي والمقاولات الصغرى والمتوسطة والتعمير. انتخاب جوليو أنسيلمي رئيسا لرابطة وكالات الأنباء المتوسطية تقرر في ختام أشغال هذه الدورة عقد الدورة الثانية والعشرين للرابطة السنة المقبلة برام الله بفلسطين. وقد تميزت هذه الدورة بانتقال رئاسة الرابطة من وكالة المغرب العربي للأنباء إلى وكالة الأنباء الإيطالية «أنسا». وسيتولى رئاسة الرابطة خلال الفترة (2012-2013 ) جوليو أنسيلمي رئيس وكالة الأنباء الإيطالية خلفا لخليل الهاشمي الإدريسي٬ المدير العام لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ الذي تم انتخابه على رأس الرابطة خلال الدورة العشرين لجمعيتها العامة التي كانت قد احتضنتها طنجة في يونيو 2011 . وخلال الدورة الحادية والعشرين للجمعية العامة لرابطة وكالات الأنباء المتوسطية وافقت 19 وكالة أنباء مشاركة في أشغال هذه الدورة على تشكيلة لجنة المتابعة التي تضم وكالة الأنباء الإيطالية «أنسا» (رئيسا) ووكالة المغرب العربي للأنباء (النائب الأول للرئيس) ووكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) (النائب الثاني للرئيس)٬ إلى جانب الأمين العام لرابطة وكالات الأنباء المتوسطية جورج بينينتو الذي تم تجديد تعيينه في نفس المنصب.