أقر وزير الصحة الحسين الوردي بارتفاع أسعار الأدوية في المغرب، معتبرا أن هذا الارتفاع غير مقبول. وأكد الوردي، أن أثمنة الأدوية هي بشكل عام مرتفعة، مضيفا خلال ندوة صحفية حول السياسة الدوائية بالمغرب، نظمت أول أمس الثلاثاء، بكلية الطب بالدار البيضاء، أن وزارته لا تقبل هذا الارتفاع، وكذلك المستهلك. هذا وشدد المسؤول الحكومي على ضرورة تصحيح هذا الوضع، عبر إشراك جميع المتدخلين في الصناعة الدوائية بالمغرب. وأوضح الوزير، أن الوزارة وضعت رؤية ترنو إلى إصلاح شامل لقطاع الصحة، بما فيه صناعة الأدوية، مشيرا إلى أن الأدوية لا تمثل سوى جانب من رؤية الوزارة للقطاع ككل. وأبرز وزير الصحة، أن النقاش حول السياسة الدوائية والصيدلية بالمغرب سيتواصل خلال الشهور القادمة وفق جدولة زمنية لبلورة رؤية مشتركة في هذا المجال٬ مشيرا في هذا الصدد إلى أنه سيتم إحداث لجنة وطنية تضم كل المتدخلين والفاعلين لمناقشة كل المشاكل التي يعاني منها القطاع والمهنة. وأوضح في هذا السياق أن النقاش سيتمحور حول عدة مواضيع منها الأدوية الجنيسة ودورها في السياسة الدوائية والمشاكل المالية والاجتماعية التي يعاني منها الصيادلة (الضرائب٬ التقاعد... ). إلى ذلك أوضح الحسين الوردي أن المغرب لا يتوفر على سياسة دوائية، إذ ما يزال العمل بنصوص قانونية تعود إلى سنة 1969 ساريا، وبالتالي فإنها تحتاج إلى إعادة النظر في مقتضياتها وتحيين مضامينها، مشيرا إلى أن الأجهزة في الوزارة بصدد اتخاذ تدابير لتسهيل الولوج إلى الأدوية، ومنها خفض سعر الدواء وتنظيم القطاع. وأشار الوزير في الوقت نفسه، إلى أن ضعف القدرة الشرائية للمواطنين تعسر الولوج إلى الأدوية، متحدثا عن وجود تركيبات دوائية تطرح بسعر منخفض جدا. وفي سياق ذي صلة، أكدت تدخلات عدد من الفاعلين والشركاء في الميدان الصحي٬ على أهمية تحديد الأولويات والاستراتيجيات والأهداف بشكل دقيق بالاعتماد على مقاربة تشاركية تضمن بشكل خاص الحصول على الأدوية بأثمنة في متناول المرضى مع مراعاة مصالح المهنيين . وثمن المتدخلون اعتماد الوزارة لمقاربة تشاركية من أجل النهوض بقطاع الصحة بشكل عام٬ مشددين على أن العمل المشترك والإنصات المتبادل٬ هو الكفيل بتجاوز كل الصعوبات التي يعاني منها المتدخلون في تصنيع وتوزيع واستعمال الأدوية . واعتبروا أن تحسين الولوج إلى الأدوية يمر عبر عدة حلقات منها المنتجون والأطباء والصيادلة٬ وتحسين القدرة الشرائية للمواطنين، معرفين بالدور الذي يقدمه 12 ألف صيدلي عبر مختلف مناطق المملكة في تقريب الخدمات الصيدلية للمرضى.