قام وفد يمثل لجنة التعليم والشؤون الثقافية والاجتماعية بمجلس المستشارين٬ أول أمس الأربعاء٬ بزيارة ميدانية للمركز الاستشفائي ابن سينا بالرباط للوقوف على مستوى وجودة الخدمات الاستشفائية المقدمة للمواطنين. ووقف المستشارون خلال هذه الزيارة٬ التي تندرج في إطار الأنشطة التي برمجتها اللجنة برسم الدورة التشريعية الحالية٬ على مختلف الخدمات التي يوفرها المركز لعموم المواطنين٬ وكذا على جانب من الأوراش التي يتم تنفيذها حاليا أو تم الانتهاء منها. كما لمس البرلمانيون في هذا السياق جانبا من المجهودات الحثيثة التي يقوم بها الطاقم الطبي والإداري بالمركز الاستشفائي ابن سينا من أجل توفير أحسن الخدمات للمرضى في ظل ظروف مناسبة وإنسانية٬ ووقفوا بالمناسبة أيضا على جزء من تطلعات المرضى وذويهم وانتظاراتهم وكذا شكاويهم وتظلماتهم. وأعرب الحبيب لعلج لجنة رئيس التعليم والشؤون الثقافية والاجتماعية بمجلس المستشارين في تصريح للصحافة بهذه المناسبة٬ عن ارتياحه للجهود الكبيرة التي تبذل من أجل تطوير الخدمات الطبية والاستشفائية بالمركز٬ مؤكدا في هذا السياق على الارتباط الوثيق بين تحقيق التنمية البشرية ورفع مؤشراتها وبين جودة الخدمات الصحية وتوفرها. وعبر لعلج عن الأسف للخصاص المسجل على مستوى الموارد البشرية على مستوى المركز٬ مشيرا إلى وجود آفاق واعدة لتطوير خدمات المركز على جميع الميادين من خلال اعتماد شراكات مع المجتمع المدني والجماعات المحلية وكذا الشراكات الدولية. ومن جانبه٬ أكد البروفسور الشفشاوني المنتصر المدير العام للمركز الاستشفائي ابن سينا٬ على أنه بالرغم مما عرفته هذه المؤسسة من تطور وتحسن في جودة خدماتها٬ فإن العرض العلاجي مازال غير متطابق مع الانتظارات الواسعة للمواطنين وهو ما يؤدي إلى نوع «من سوء الفهم وفقدان للثقة» من طرفهم تجاه منظومة الصحة بشكل عام. وأشار إلى ما يسجله المركز من خصاص في الموارد البشرية ولاسيما ما يتعلق بالممرضين وأطباء التخدير والإنعاش وهو ما ينعكس سلبا على جودة الخدمات التي توفرها العديد من المصالح كالجراحة والمستعجلات. وشمل برنامج الزيارة الميدانية جولة بمختلف مصالح ومرافق مستشفى الولادة السويسي ومستشفى الأطفال ومستشفى التخصصات ومستشفى ابن سينا. كما عقد أعضاء لجنة التعليم والشؤون الثقافية والاجتماعية بمجلس المستشارين٬ بهذه المناسبة٬ جلسة عمل مع المدير العام للمركز الاستشفائي ابن سينا٬ تم خلالها التأكيد على أهمية فتح قنوات التواصل بين المؤسستين وكذا العمل على تشجيع انفتاح المركز على المواطنين والتواصل معهم بهدف التعريف أكثر بالخدمات التي يوفرها. وشدد المستشارون على ضرورة توفير كل الإمكانيات المادية والبشرية من أجل ضمان توفير مختلف الخدمات الطبية والاستشفائية للمواطنين٬ لاسيما وأن المركز الاستشفائي ابن سينا يعد مرجعا وطنيا يؤمه المواطنون من مختلف جهات المملكة. كما تم بهذه المناسبة التأكيد على الآفاق الواعدة التي يفتحها اعتماد نظام المساعدة الطبية (راميد) من أجل تمكين مختلف الشرائح المعوزة والفقيرة المستفيدة منه من مختلف الخدمات الصحية. وتميز هذا اللقاء بتقديم عرض تقديمي حول المركز ومكوناته ومرافقه وبرنامج عمله٬ وكذا مختلف الإكراهات التي تحول دون قيامه بمهامه على المستوى الأكمل ولاسيما في ما يتعلق بالخصاص على مستوى الموارد البشرية وغياب بعض التخصصات الدقيقة. وتجدر الإشارة إلى أن لجنة التعليم والشؤون الثقافية والاجتماعية بمجلس المستشارين برمجت زيارة ميدانية مماثلة للمركز الاستشفائي الحسن الثاني بفاس٬ يوم الأربعاء المقبل.