يعالج قضايا اجتماعية معاصرة ويفوز بجائزتي التشخيص شكل عرض «أبريد أقورار» لفرقة البديل المضيء من الخميسات، مسك ختام عروض المسابقة الرسمية للدورة الثانية عشر للمهرجان الوطني للمسرح بمكناس. وتعالج المسرحية قضايا اجتماعية معاصرة بدءا بالأطفال المتخلى عنهم، وانتهاء بنتائج الزواج غير المتكافئ من الناحية العمرية، وزواج الإكراه.. فحمو البحار الذي عشق البحر، والمغامرة، تقذف به أمواج الحياة إلى احتضان طفلة متخلى عنها على شاطئ البحر. توالت السنين، ويفعت الطفلة (تانيرت) وظهرت مفاتنها، ليتحول حمو الحاضن إلى حمو العاشق الذي أرغم (تانيرت) على الزواج خشية أن تضيع منه وتقع بين يدي أحد البحارين. الإرغام على الزواج، سيشكل نقطة التحول في العلاقة بين الشخصيتين، اللذين تحولا من حاضن ومحضون إلى زوج «حمو» وزوجة (تانيرت)، هذه الأخيرة تجاذبتها هواجس الانتقام من «حمو» عقابا على زواج الإكراه مع أنها في لحظات من لحظات مشاهد المسرحية، بدت كالزوجة الوفية الراغبة في الإنجاب من الزوج»حمو»، غير أن الانتقام سيطغى على عاطفة «تانيرت» التي استغلت الرغبة الجامحة ل»حمو» للقضاء على الأخطبوط، وتخليص البحر منه، عبر تحريضه على تحقيق هذه الرغبة التي لن تتحقق ل «حمو»، وإنما تحققت رغبة «تانيرت» في التخلص من «حمو» الزوج وبالتالي تحررها من هذا العبء الثقيل..الممل.. المسرحية التي ألفها أحمد شيبك، وشخصها أسماء السروي، وسعيد ضريف، الذي قام بالعملية الإخراجية لهذه المسرحية، التي استخدمت اللغة الأمازيغية للتواصل إلى جانب لوحات الجسد وترنيمات موسيقية معبرة عن قوة اللحظة، إضافة إلى الإنارة التي كان استخدامها متناغما مع الأداء ومع اللحظة الشعورية، ناهيك عن باقي أدوات السينغرافيا، التي وضعها خالد أعريش و خلقت متعة بصرية، من قبيل البيت (الكوخ) المحيل على أكواخ قرى الصيادين.. لباس و حبال شباك البحار، السرير. وتبقى الملاحظة الوحيدة، التي سجلت على هذه السنغرافيا، تمثلت في تلك النافذة التي توسطت الكوخ ولم تساير الزمن (الصباح، الليل) الذي سايرته اللغة، ولم تتفاعل معه السنغرافيا، انغلاق أرجعه سعيد ضريف مخرج المسرحية إلى شخوص المسرحية المنغلقين على أنفسهم.. لكن أهم ما سجله هذا الحضور، وعلى عكس عروض أمازيغية سابقة، هو المواكبة التي سايرت العرض من ألفه إلى يائه، بل تفاعلت معه من خلال الضحك في مشاهد الكوميديا أو الصمت في لحظات الحزن والتصفيق عند لحظات انغماس الممثل في الشخصية.. تفاعل، أرجعه ضريف إلى توظيف آليات، تقرب اللغة الشفاهية للمتلقي من خلال اللغة البصرية من جهة، ومن جهة ثانية إلى جمالية العرض الذي سبق أن عرض وتفاعل مع شخصيات وازنة من المثقفين الذي عاودوا المشاهدة وروجوا للعرض بشكل إيجابي. هذا، وقد حظيت هذه المسرحية بجائزتين، الأولى تتعلق بجائزة التشخيص، ذكور التي عادت للمثل سعيد ضريف ، مناصفة مع الممثل سعيد أيت باجا عن دوره في مسرحية «أمر» لفرقة المحترف للثقافة والفن من سلا. أما الجائزة الثانية، فتتعلق بجائزة التشخيص إناث، عادت للممثلة أسماء السروي، مناصفة مع الممثلة آمال بنحدو عن دورها في مسرحية « أمر من سلا».