تحتضن فعاليات موسم أصيلة الثقافي الدولي هذه الدورة، مجموعة من الأنشطة في مجالات الفن والفكر والثقافة إلى غاية 26 يوليوز الجاري، احتفاء بدولة الإمارات التي تحل ضيفة شرف على عدد من فضاءات المدينةالبيضاء. وهكذا، تقدم الفرقة الوطنية للفنون الشعبية الإماراتية بساحة عبد الله كنون، ما بين 10 و14 يوليوز الجاري، عروضا فنية متنوعة، تجسد نماذج من الرقص الشعبي الإماراتي من مختلف مناطق الإمارات العربية المتحدة. وتقدم الفرقة من خلال هذه العروض أهازيج شعبية ورقصات فولكلورية تمنح جمهور أصيلة بطاقة سفر إلى أرض الحضارة الإماراتية بمختلف تلاوينها وإبداعاتها. وبحديقة سيدي بوخبزة، ينتقل زوار معرض الكتاب الإماراتي والفنون التقليدية، الذي ينظم بمبادرة من هيئة أبو ظبي للتراث والثقافة تحت إشراف وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع الإماراتية وهيئة الكتاب، بين ثنايا مجموعة من المنشورات الجديدة للمكتبة الوطنية للإمارات العربية المتحدة وأكاديمية الشعر، ومشروعي الكلمة والقلم, كما يوفر المعرض كتبا مرجعية عن التراث الروحي لدولة الإمارات. أما داخل ردهات برج القمرة البرتغالي، فتنتشر لوحات توضيحية لمعرض إثنوغرافية أبو ظبي، يعيد على الخصوص رسم آثار حديقة هيلي الأركيولوجية. هذا الموقع الذي يعود إلى العصرين البرونزي والحديدي، يعد أهم مناطق الجذب السياحي في الإمارات، إذ يستخدم مركز الزوار الجديد بالحديقة وسائل إعلامية حديثة، تحكي القصة الأثرية للموقع وتكشف أسرار حياة السكان القدماء. وفي مجال الهندسة المعمارية، تحتفي مكتبة الأمير بندر بن سلطان بعناصر الطبيعة من طين وتراب، أهم مكونات الهندسة المعمارية الخضراء التي يتم تقديمها ضمن معرض للفنون البصرية بعنوان « العمارة الخضراء والعمارة الترابية»، فضلا عن معرض لفنانين إماراتيين بارزين وتركيبات فنية داخل أروقة مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية. ويولي المعرض أهمية للطاقات المتجددة، حيث يحتضن مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية، معرضا لمدينة «مصدر للطاقات المتجددة»، وهي عبارة عن مدينة بيئية نموذجية، الأولى من نوعها في العالم التي ستشيد لتحتضن حياة «خالية من انبعاثات الكربون ومن النفايات». وسيتم الانتهاء من مشروع مصدر، التي تم الإعلان عنها في أبريل 2006، في غضون عشر سنوات، ليحتضن 50 ألف نسمة سنة 2020، ويقوم تصور المدينة على استعمال وسائل نقل بسيطة ومأمونة، كما سيتم توليد الطاقة الكهربائية بالألواح الشمسية، فضلا عن تحلية مياه البحر بالطاقة الشمسية. ويتضمن البرنامج أيضا معرضا للتطورات والمشاريع الثقافية والأكاديمية بالإمارات يقام في قصر الريسوني، إلى جانب عدد من جداريات الفن التشكيلي التي قام مجموعة من الفنانين الإماراتيين بمشاركة فنانين مغاربة برسمها قبل بدء المهرجان في فضاءات عدة بمدينة أصيلة القديمة. ويحتفي موسم أصيلة كذلك بالفن السابع الإماراتي، حيث سيتم تقديم عروض لعدد من أحدث الأفلام القصيرة وأعمال فن الفيديو، من بينها «بنت مريم» و»باب» و»صولو» و»تنباك» و»بنت النوخذة» و»مرايا الصمت» و»الخطة». موسم أصيلة الثقافي الدولي يشكل إذن، فرصة هامة لعرض الإبداع الإماراتي بمختلف تجلياته، لتمكين مدينة أصيلة وزوارها من إغناء رصيدها الفكري والثقافي الحافل بثقافات شعوب عدة استضافتها أصيلة الفن والثقافة والإبداع.