الدانمارك تفاجئ الهولنديين وفوز صعب ل «المانشافت» على المنتخب البرتغالي فجر المنتخب الدانماركي أولى مفاجآت بطولة كاس أمم أوروبا المقامة حاليا ببولندا وأوكرانيا، بتغلبها أول أمس السبت على منتخب هولندا، فيما تمكن الألمان من اقتناص النقاط الثلاثة أمام المنتخب الألماني، مما سيرتفع درجة المنافسة على تأشيرتي العبور إلى الدور الثاني بين المنتخبات الأربعة. وحققت الدانمارك أولى المفاجآت عندما هزمت هولندا أحد المرشحين الأقوياء لنيل اللقب بهدف في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثانية ضمن الدور الأول في مدينة لفيف الأوكرانية. ودانت السيطرة في أول ربع ساعة للمنتخب البرتقالي, وسدد القائد مارك فان بومل من مسافة بعيدة كرة علت العارضة (14). وبامتحان جديد للدفاع الاسكندينافي، صد أندرسن تسديدة يسارية لآريين روبن من خارج المنطقة (15). وخلافا لمجريات اللعب، تقدم الدانماركيون باختراقة من الجهة اليسرى إذ وصلت الكرة الى مايكل كرون-ديلي لاعب أجاكس أمستردام وسبارتا روتردام الهولنديين سابقا، فسدد من مسافة قريبة بيسراه كرة مرت بين قدمي الحارس مارتن ستيكلنبورغ (24). وألقت هولندا بكامل ثقلها مطلع الشوط الثاني، وحصلت هولندا على فرصة ثمينة للمعادلة بتمريرة على المسطرة من شنايدر الى هونتيلار فسدد منفردا على الحارس المتقدم اندرسن (75). ومر الوقت بسرعة على الهولنديين الذين دعموا هجومهم بديرك كاوت بدلا من الظهير فان در فيل، لكن تشكيلة أولسن حافظت على تماسكها وحسمت النقاط الثلاث أمام الجماهير الهولندية المذهولة. من جانبه، حقق منتخب ألمانيا لكرة القدم فوزا صعبا على نظيره البرتغالي بهدف لصفر في مدينة لفيف الأوكرانية في الجولة الأولى من منافسات ذات المجموعة، وسجل هدف «المانشافت» الوحيد المهاجم ماريو غوميز الهدف في الدقيقة 72. وقلت الفرص الحقيقية من الجانبين باستثناء واحدة في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول وقفت العارضة البرتغالية في وجهها، وكان معظم هذا الشوط عاديا أداء وتهديدا مع أفضلية ميدانية للألمان الذين لم يحسنوا ترجمة تفوقهم النسبي فبقيت الشباك عذراء. وكان الشوط الثاني نسخة طبق الأصل عن الأول مع فارق أن الألمان تمكنوا من تسجيل هدف الفوز الوحيد، فيما أضاع البرتغاليون فرصة مؤكدة لإدراك التعادل قبل دقيقتين من النهاية.وامسك الألمان بمجريات اللقاء سريعا وسيطروا على الكرة، وهددوا مرة أخرى وبشكل حقيقي بعدما مرر بواتينغ كرة عرضية بموازاة خط المنطقة من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار تابعها لوكاس بودولسكي ارضية قوية أمسك بها باتريسيو على دفعتين (10). وبدأ الشوط الثاني بقوة من الجانبين فسدد الألمان الكرة 3 مرات انتهت غلى ركنية لم تثمر (46)، ومرر ناني عرضية أبعدها المدافع الألماني هاملز الى ركنية أيضا غير ناجحة (47) اتبعها رونالدو بتسديدة خفيفة من مسافة بعيدة بين يدي نوير (48). ونجحت الماكينة الألمانية في افتتاح التسجيل بعد عرضية من الجهة اليسرى أرسلها سامي خضيرة نحو المنطقة واصطدمت بالدفاع البرتغالي، وتابعها غوميز برأسه على يسار الحارس باتريسيو في الزاوية البعيدة (72). وضغط البرتغاليون بقوة في الدقائق ال 10 الأخيرة، أطلق رونالدو قذيفة من خارج المنطقة إبعادها نوير بقبضتيه على طريق لعب الكرة الطائرة (81). وأهدر فاريلا فرصة تعادل مؤكد بعدما وصلته الكرة عند نقطة الجزاء وهو غير مراقب تماما فسدد في جسم الحارس (88). وعن مباريات اليوم، يبدأ المنتخبان الإنجليزي والفرنسي مشوارهما لمحو خيبة أملهما في نهائيات كأس العالم الأخيرة في جنوب إفريقيا عندما خرجت الأولى بخسارة مذلة أمام ألمانيا 1-4 في ثمن النهائي، وودعت الثانية من الدور الأول بفضيحة مدوية. ومنذ نكسة جنوب إفريقيا، أعادت فرنسا ترتيب صفوفها بقيادة مدربها ومدافعها الدولي السابق لوران بلان الذي خلف المدرب المثير للجدل ريمون دومينيك، ونجح بلان في إعادة الهيبة الى الفرنسيين وقيادتهم الى العرس القاري. وتدخل فرنسا النهائيات القارية بمعنويات عالية خصوصا بعد فوزها الكبير على أستونيا برباعية نظيفة في آخر تجاربها الودية الثلاثاء الماضي والتي كانت مباراتها ال 21 على التوالي دون خسارة حيث حققت 15 فوزا و6 تعادلات وكان ابرز ضحاياها البرازيل وألمانياوإنجلترا (2-1). وتملك فرنسا قوة ضاربة في خط الهجوم بقيادة نجم بايرن ميونيخ الألماني فرانك ريبيري وهداف ريال مدريد الاسباني كريم بنزيمة ومهاجم مانسشتر سيتي الانكليزي سمير نصري وجناح تشيلسي الانكليزي فلوران مالودا. في المقابل، وفي الوقت الذي تعافت فيه فرنسا نسبيا من نكسة جنوب إفريقيا، فان إنجلترا على النقيض عاشت في ترنح لمدة سنتين من أزمة إلى أخرى آخرها فضيحة مدافع تشيلسي جون تيري الذي اتهم بإهانات عنصرية لمدافع كوينز بارك رينجرز أنطون فرديناند. وتلقت الكرة الإنجليزية ضربات موجعة في الآونة الأخيرة بسبب انسحاب أكثر من لاعب أساسي بسبب الإصابة خصوصا فرانك لامبارد وغاريث باري وغاري كاهيل، كما أنها ستلعب المباراتين الأوليين في غياب ولدها الذهبي واين روني بسبب الايقاف. ويعقد هودجسون آمالا على اللاعبين الواعدين خصوصا ثنائي مانشستر يونايتد داني ويلبيك وأشلي يونغ وجناح مانشستر سيتي جيمس ميلنر ولاعب وسط توتنهام سكوت باركر ومن خلفهم القائد ستيفن جيرارد التي تعقد عليه آمال كبيرة لوضع الانكليز على الخط الصحيح. من جهتها، تستهل أوكرانيا مشاركتها في أول بطولة قارية منذ انفصالها عن الاتحاد السوفياتي عام 1991 بمواجهة مصيرية أمام السويد، واضعة نصب عينيها تحقيق نجاح تاريخي على غرار ما فعلته في أول، وآخر ظهور لها في بطولة كبرى عندما بلغت ربع نهائي مونديال 2006 في ألمانيا للمرة الأولى في تاريخها. وتدرك أوكرانيا أن مهمتها صعبة خصوصا في ظل غياب عدد من ابرز لاعبيها بداعي الإصابة، بيد ان مدربها النجم السوفياتي السابق أوليغ بلوخين صاحب انجاز مونديال 2006، يسعى الى استغلال أكبر حدث رياضي تستضيفه بلاده لرفع معنويات أمة ملغومة بالفقر المدقع وشديدة الانقسام. فيما تعول السويد على نجمها وميلان الايطالي زلاتان إبراهيموفيتش لتخطي الدور الأول، حيث يتمنى السويديون ان يكون إبراهيموفيتش في قمة مستواه وكذلك في مزاجه. من المؤكد أن إبراهيموفيتش من اللاعبين الموهوبين جدا الذين نجحوا في أن يكسبوا محبة آلاف المشجعين حول العالم, لكن يؤخذ عليه أنه غالبا ما فشل في الامتحانات الكبرى في حين يؤكد مشجعوه أن اللاعب لا يمكن ان يكون سوى من اللاعبين الكبار الذين يلعبون دورا أساسيا في فوز فرقهم.