قال المدرب البلجيكي غيريتس، عقب المباراة أمام كوت ديفوار إن نتيجة المباراة لن تجعله يغادر المنتخب الوطني، مؤكدا أن هناك عملا كبيرا مازال ينتظره. كما أوضح أن التعادل مازال يحتفظ للمغرب بحظوظه كاملة للتأهل إلى كأس العالم، وأنه سيعمل على تقوية الدفاع خلال المباريات المتبقية. وأضاف قائلا: «كنت أعلم أن لقاءنا ضد منتخب كوت ديفوار لن يكون سهلا. أنا سعيد بالأداء الذي قدمه اللاعبون. الشوط الأول لم يكن جيدا جدا لكنه لم يكن سيئا. رغم تلقينا الهدف الثاني لم نستسلم. التغييرات التي قام بها مدرب المنتخب الإيفواري صعبت مهمتنا. أهنيء حمزة بورزوق الذي تمكن من تسجيل هدف التعادل وهو الأول له مع الفريق الوطني». يظهر من خلال هذا الكلام أن غيريتس يثق كثيرا في قدراته، وأن لا أحد يقدر على زحزحته من مكانه، حتى ولو كان الوزير المسؤول عن القطاع الرياضي، وبالتالي فهو يتحدى الجميع، وأنه ما زال في مكانه إلى آخر رمق من هذه التصفيات باعتبار أن لا شيء حسم حتى الآن. غيريتس لم يبد أي انزعاج من الشعارات التي رفعت ضده، والتي تطالبه بالرحيل عن قلعة الأسود، وأن الفريق الوطني لن يمضي خطوة إلى الأمام ما دام «المدرب العالمي» يواصل مهمته رفقة الأسود، لكونه لم يتمم المهمة التي جاء من أجلها إلى المغرب. وقد عبّرت الجماهير المغربية عن رغبتها في إقالة المدرب البلجيكي بطريقة حضارية، من خلال إطلاقها لصافرات الاستهجان، قصد التعبير عن عدم رضاها على أداء المنتخب الوطني، وعلى قرارات غيريتس التقنية.. بالإضافة إلى استفزازه لها في العديد من تصريحاته في الآونة الأخيرة. لقد طفح الكيل بالنسبة لهذه الجماهير التي لم تعد تتحمل ما يحصل لفريقها الوطني، خصوصا أننا مقبلون على الغياب للمرة الرابعة على التوالي عن نهائيات كأس العالم، وهي التظاهرة التي ينتظرها جميع المغاربة، باعتبار أن آخر مشاركة تعود إلى مونديال فرنسا 98. لكن الغريب في الأمر هو سكوت رئيس جامعة كرة القدم علي الفاسي الفهري، والذي لم تكن له ردة فعل في كل ما يحصل بالفريق الوطني، لأن السكوت على ما يقع داخل الفريق الوطني «شيطان أخرس»، وبالتالي لم يعد الصمت في هذه الحالة «حكمة»، وأن الوضع الحالي يقتضي تدخلا عاجلا لإعادة الأمور إلى حالتها الطبيعية، خصوصا أن الخروج من مونديال البرازيل أصبح واقعا لا مفر منه في ظل الأخطاء التقنية المتكررة للسيد غيريتس. ويبقى الأمل معقودا على الوزير محمد أوزين، الذي كان قد وعدنا بأنه سيتخذ قرارات حاسمة بعد مباراة أول أمس السبت، من أجل ان يخلص رقابنا جميعا من غيريتس الذي أكد عن أنه مدرب للأندية فقط وليس للمنتخبات، كما صرح بذلك الإطار الوطني سمير عجام وقبله العديد من المدربين المغاربة، حيث أظهر عن محدوديته في التعامل مع مباريات من هذا الحجم، وأن هروبه من تدريب منتخب بلاده يؤكد هذا الكلام... إلى أن غيريتس كان له رأي آخر، بدل أن يقر بفشله رفقة الأسود، قال أنه سيرد على أوزين بما يناسب، وأن الرد سيكون بما يليق ويناسب بعد لقاء كوت ديفوار، لكن عن أي رد يتحدث المدرب البلجيكي، خاصة أنه لولا رأسية بورزوق لكان موقفه أسوأ مما هو عليه الآن... فرسالة الجماهير التي حضرت إلى مدينة مراكش كانت واضحة ومعبرة، وهي رسالة من شأنها أن تتعقبه في أي مكان، لأنه أصبح شخصا غير مرغوب فيه، وأن وقت الرحيل قد حان، كما أن القائمين على الشأن الكروي مطالبون بمراجعة أوراقهم قبل فوات الأوان، لأنه لا مجال للفاشلين والانتهازيين ضمن قاموس الحراك الجماهيري.