نادي برشلونة يهدد بإلغاء مقابلته ضد منتخب مغربي محلي بنود بالعقد الموقع مع البارصا تمنع إجراء أي مقابلة بطنجة مع أي نادي اسباني آخر خلال صيف سنة 2012 فجأة وبدون سابق إنذار، امتد الصراع الأزلي بين الريال والبارصا إلى الأراضي المغربية، لا يتعلق بالأمر لا بمنافسات عصبة الأبطال أو كأس القارات، بل مجرد مقابلة ودية بملعب طنجة الجديد، والذي أصبح بقدرة قادر أشهر من التحفتين «سانتياغو بيرنابيو» المدريدي و»نو كامب» البرشلوني، بل تحول إلى واجهة الأحداث بالجارة إسبانيا، وحديث الساعة بالصحافة الرياضية المتخصصة، وبصفة خاصة تلك التي تصنف بالمقربة من الناديين العملاقيين. هذا الامتداد الذي لم يكن يرغب فيه أي أحد من الغريمين التقليدين، خصوصا في هذه الفترة من السنة التي تشهد عادة حربا خفية ساحتها سوق انتقالات اللاعبين وخطف النجوم، إلا أن طرفا مغربيا جر مع سبق الإصرار والترصد كل من الريال والبارصا إلى صراع لا يعنيهم في شيء، بعد أن تحول أمر إجراء مقابلة ودية بملعب طنجة إلى حدث استثنائي يقاس به نفوذ وقوة قطبي كرة القدم الاسبانية. هذا الطرف المغربي الظاهر الخفي، استغل سلاح المواقع الاجتماعية، ليشعل حرب البلاغات والمنشورات والأخبار السريعة، للوصول إلى مكاسب من الكعكة التي بدأت تسيل لعاب أصحاب الصفقات المشبوهة، وهى حرب كان من الممكن أن تعصف بمشروع زيارة البارصا إلى المغرب، والذي تحول إلى حقيقة، بعد مفاوضات شاقة دامت تسعة أشهر، هذه الجهة الخفية لم تستغل سهولة الولوج إلى المواقع الاجتماعية فقط، بل استغلت علاقات خاصة لتمرير خبر بجريدة «ماركا» الذائعة الصيت، محاولا إضفاء نوعا من المصداقية الضرورية على الموضوع، وكان الهدف الأساسي من وراء ذلك، جر المنظمين إلى طاولة المفاوضات، والدخول في لعبة ابتزاز مكشوفة. يقول الخبر الذي انتقل بسرعة كبيرة إلى وسائل الإعلام المغربية، أن الريال مدريد سيجري مقابلة ودية يوم 24 يوليوز القادم بملعب طنجة، سيواجه خلالها المغرب التطواني بطل المغرب، بملعب طنجة كذلك، أي خمسة أيام قبل موعد إجراء مقابلة البارصا ومنتخب مغربي محلي، وما زاد الأمر تأكيدا وجود ملصق خاص بهذه المقابلة الافتراضية على موقع «الفايسبوك»، يتضمن صورة لاعبي الريال بالقميص الناصع البياض، والأكثر من ذلك، التأكيد وبالبند العريض أن المقابلة التي لم يسبق أن أعلن عنها من قبل، ستجرى تحت الرعية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. تسريب هذا الخبر المفاجأة الذي لم يصدر عن أي مصدر رسمي، أحدث هز كبيرة داخل الوفد الذي فاوض مسؤولي البارصا، وتفوق في إقناعهم بزيارة المغرب، والذي يضم في عضويته مجموعة من السويسريين والمغاربة، بل فرض عليهم ضغطا كبيرا من طرف مسؤولي النادي الكاتالوني، الذين طالبوا بضرورة صدور بلاغ النفي من طرف مؤسسة «صونارجيس» المكلفة بتسيير كل الملاعب والمنشآت الرياضية التي توجد في ملكية وزارة الشباب والرياضة، خاصة وأن العقد التي يربط بين مؤسسة «صافيم» المالكة لحقوق إجراء المقابلات الودية الخاصة بالبارصا خارج إسبانيا من جهة و»صونارجيس» من جهة ثانية، يقضي بعدم إجراء أي مقابلة ودية مع أي ناد إسباني آخر بملعب طنجة في الفترة الممتدة ما بين فاتح يوليوز الى 31 غشت من سنة 2012، السويسري دوسا جيروم بصفته ممثل شركة «صافيم» كان واضحا في الموضوع: «على «صونارجيس» احترام التزاماتها وإصدار بلاغ نفي في الموضوع وإلا فان البارصا ستلغي الزيارة للمغرب». في نفس الإطار، قال جوزي كارلوس غارسيا، صاحب الحقوق الحصرية الخاصة بزيارة البارصا للمغرب، والذي ينتمي هو الآخر لمؤسسة «صافيم» للاستثمار، أن مسؤولي البارصا اتصلوا به مطالبين بتوضيح وبلاغ رسمي في الموضوع، وللذين لا يعرفون جزوي كارلوس فهو إنسان طيب، حامل للجنسية السويسرية، لكن بقلب يفيض حبا بالبارصا، له علاقات وتقدرين خاصين من طرف مسؤولي النادي الكاتالوني، بل هو الذي أقنع مسؤولين البارصا بضرورة قبول الدعوة لزيارة المغرب ويفتخر بذلك، انطلاقا من شغفه بالمغاربة وحبهم للرياضة. وأثناء تواجد أعضاء الوفد الذي حضر الندوة الصحفية الرسمية لنادي برشلونة بالمطار في طريق العودة للمغرب، خفت درجة الاحتقان بعد تلقي أخبار يقول دوسا جيروم، أنها صادرة عن وزارة الشباب والرياضة بالمغرب، والتي تفيد بنفي قاطع لوجود أي اتفاق مع الريال مدريد بخصوص إجراء مقابلة على أرضية ملعب طنجة، ولا أي ملعب آخر بالمغرب. وحسب مصادر داخل الوفد الذي حضر بإسبانيا، فان إدارة البارصا اتصلت بإدارة الريال وبالجامعة الاسبانية، إلا أنه لم يصدر أي تأكيد في الموضوع، بل إن نفس المصدر قال بأن الريال لا علم لها بالموضوع، نفس الشيء بالنسبة لمسؤولي فريق المغرب التطواني الذين اتصلوا بأعضاء من «صونارجيس» لمعرفة حقيقة إجراء هذه المقابلة من عدمه. وعلى ذكر «صونارجيس»، فان مديرها العام خليل بنعبد الله، أكد أن مؤسسته يربطها عقد مع «صافيم» بخصوص إجراء مقابلة يوم السبت 28 يوليوز 2012 بملعب طنجة، على الساعة العاشرة ليلا، أما أي اتفاق آخر خارج الموضوع فلا علم له به. أما الموقع الرسمي لنادي الريال مدريد، فلا يشير نهائيا لأي مقابلة إعدادية بالمغرب، بل أن مصدرا سويسريا قال بأن مسؤولا بإدارة الريال رد على الأمر بنوع من التهكم، قائلا: «الريال لا يناقش مقابلاته الإعدادية في ظرف شهر أو شهرين، بل هناك مسطرة متبعة تتطلب الدخول في مفاوضات قبل سنتين من موعد إجراء أي مقابلة ودية، وهذا واضح ومعروف». « ويمثل الجانب المغربي في مسألة تنظيم المقابلة بين البارصا ومنتخب مغربي محلي بملعب طنجة، الى جانب «صونارجيس»، شركتين مغربيتين للتدبير هما (إمتيا) و(أشكا)»، ويوجد مقرهما بكل من الدارالبيضاء والجديدة، يسهران على إعداد كل المسائل التنظيمية للمقابلة، وقد كان ممثلهما بالوفد الدكتور عبد اللطيف مقترض واضحا في هذا الموضوع، حين قال بأن هناك عقود واضحة تحدد كل المسؤوليات وتنص على صلاحيات كل الأطراف، وما على الجميع إلا احترام البنود الموقع عليها. وإلى حدود صباح يوم أمس الجمعة، لم يحدث أي تغيير في الموضوع، وأن خبر إجراء مقابلة بين الريال والمغرب التطواني غير صحيح، نظرا لغياب أي جهة مسؤولة تؤكد صحته أو تنفيه، والخبر الوحيد المؤكد حتى الآن هو أن البارصا ستكون حاضرة بالمغرب يوم 28 يوليوز القادم، في أمسية تعد بكثير من الإثارة والاحتفالية...