*مميزات رجحت كفة المغرب عن دول أخرى، وارتفاع درجة الحرارة ألغى فكرة الذهاب إلى قطر *الامتناع عن تأكيد حضور كل نجوم البارصا، مع عدم الإفصاح عن القيمة المالية للصفقة ... «... رغم عديد الطلبات، قبلت إدارة البارصا لعب مقابلة ودية بالمغرب، ويأتي هذا الاختيار بناء على عدة قناعات من بينها وجود جمهور كبير لنادينا بعدة مدن مغربية، والأكثر من ذلك وجود جمعيات خاصة بالبارصا بمدن طنجة، تطوان، الحسيمة، والجديدة، وهناك روابط عديدة ربط بين الشعبين الإسباني والمغربي، منها الجوار والمبادرات الإنسانية التي تقوم المؤسسة الخيرية التابعة لنادي برشلونة مما تساهم في تعميق هذه الروابط، وجود قيم مشتركة نؤمن بها جميعا جعلتنا نقبل طلب المغرب، والذي سيكون خلال سنتي 2013 و2014 قبلة العالم بمناسبة احتضان مونديال الأندية، مع العلم أننا رفضنا الذهاب إلى قطر بسبب ارتفاع درجة الحرارة...» التصريح لجوردي كاردوني نائب رئيس نادي برشلونة الإسباني، خلال اللقاء التقديمي الذي عقد صباح اول أمس الأربعاء، بقاعة الندوات التابعة للتحفة الرائعة «نو كامب»، أعلن فيه رسميا عن قدوم البارصا للمغرب، وإجراء مقابلة ودية ضد منتخب من البطولة الوطنية لكرة القدم، يوم 28 يوليوز القادم بقيادة المدرب الوطني رشيد الطاوسي، وهو التاريخ الذي يتزامن مع احتفالات عيد العرش. وأكد المسؤول الثاني بالهرم التسييري للنادي الكطلاني العملاق، أن الجالية المغربية المقيمة بالديار الإسبانية تشكل أكثر 3 في المائة من ساكنة اسبانيا، والإحصائيات تؤكد أن الأغلبية الساحقة منهم عاشقة للبارصا، كما أن هناك 5000 محب بالمغرب، مسجلين في إطار جمعيات رسمية، تحمل بطائق موقعة من طرف إدارة النادي. لم يكن جوردي كاردوني وحده خلال هذا اللقاء الإعلامي الذي حضرته وسائل إعلام إسبانية، وبث مباشرة على القناة الحصرية للنادي، بل رافقه رولان كوليت المسؤول عن التسويق، الذي أسهب هو الآخر في ذكر الأسباب التي رجحت كفة المغرب، فالمغرب في نظره يسعى دائما لتقديم نفسه كقوة كروية على الصعيد الدولي، وهناك ضمانات حكومية رسمية، وكل شروط النجاح متوفرة خاصة وأن ملعب طنجة الجديد، يضيف كوليت، يعتبر معلمة رياضية حديثة، تتوفر على كل المميزات لاحتضان أكبر الملتقيات الدولية، وبإمكانه استقبال 45 ألف متفرجا في أحسن الظروف. وفي الوقت الذي كانت فيه زيارة البارصا للمغرب مجرد فكرة، كانت هناك مجموعة من الفعاليات، تعمل من أجل تحويلها إلى حقيقة، وقد تفوقت في ذلك بفضل تظافر جهود عدة متدخلين، وقبل أن نتحدث عن الفعاليات المغربية التي عملت على تقديم ملف جيد أقنع إدارة أحسن ناد في العالم، لابد من الوقوف عن الدور الذي قام به جوسي غارسيا ممثل شركة صافيم صاحبة الحقوق الحصرية، فهذا الإطار الحامل للجنسية السويسرية، دافع باستماتة عن اختيار المغرب، وقد عكس ذلك في الكلمة الذي قالها خلال اللقاء الإعلامي: «المغرب بلد رائع محب لكرة القدم، وفي زيارتك لهذا البلد لابد وأن تلاحظ اختيار الأطفال والشباب لقميص البارصا، فهم يرتدونه بحب وافتخار، وحمل ألوان هذا النادي الكبير يعني بالنسبة لهم الشيء الكثير، وهم يعرفون أنه أكثر من مجرد ناد رياضي، وعلى هذا الأساس دافعت عن اختيار المغرب، ولن نندم على ذلك...». خلال اللقاء الإعلامي تناول الكلمة كذلك المغربي خالد الشاكنة بصفته ممثل شركة صافيم السويسرية بالمغرب، والذي ركز في كلمة بالمناسبة عن أهمية اختيار التوقيت لاستقبال البارصا بالمغرب، أولا فيما يخص تاريخ 28 يوليوز، لم يكن بالنسبة له اعتباطيا، فهو وكما يعرف الجميع، يصادف احتفالات الشعب المغربي بعيد العرش، ثانيا وجود النادي الكطلاني في أوج العطاء، وزيارته للمغرب، ستساهم في الترويج الإيجابي لصورة المغرب على الصعيد الدولي. وكما جاء في البيان الرسمي الذي وزعه المسؤول عن التواصل بإدارة نادي برشلونة بعد نهاية المؤتمر الصحفي، فان مؤسسة «صونارجيس»، ممثلة للحكومة المغربية، مكلفة بالجانب التنظيمي في كل المراحل الإعدادية لخاصة بهذه المقابلة الودية الدولية، وقد مثلتها خلال الندوة الصحفية الآنسة آسية القاضي، وجاءت كلمتها مقتضبة، ركزت فيها على استعداد «صونارجيس» الكامل لاستقبال البارصا بالمغرب، وتهيئ كل الظروف الجيدة التي تسمح بإجراء هذه المقابلة الهامة في أحسن الظروف، وتحولها إلى احتفال حقيقي بملعب مدينة طنجة الجديد... بعد هذه الكلمات التقديمية، فتح باب الأسئلة، وقد كانت المبادرة للصحفيين الإسبان، وركزوا في تساؤلاتهم حول عدة نقط منها، معرفة العائدات المالية التي ستجنيها البارصا من إجراء مقابلة ودية بالمغرب، تحديد البرنامج العام للمقابلات الودية، تركيبة الطاقم التقني بعد رحيل غوارديولا، وتناوب على الإجابة كل كاردوني نائب الرئيس وكوليت المسؤول عن التسويق، وقد أوضحا أن هناك بندا خاصا في العقد يمنع الإفصاح عن قيمة العائدات المالية التي سيجنيها نادي البارصا من العملية، أما فيما يخص المقابلات الودية، فقبل طنجة هناك هامبورغ الألمانية، وأمام إدارة النادي عدة طلبات، سيتم البث فيها في أقرب وقت، مع العلم أن البرنامج الإعدادي يعرف هذه السنة تقليصا مقارنة مع السنوات الأخيرة، وهذا يعود إلى سعى الإدارة التخفيف الضغط على اللاعبين، وبخصوص الطاقم التقني، فهناك نوع من الاستمرارية، فرحيل بيب غواردويلا لم يكن يرغب فيه أي أحد داخل النادي، لكن هناك احترام تام لاختياره، وإدارة النادي جادة في الحفاظ على تماسك الطاقم التقني بقيادة خليفته تيتو فيلانوفا، والاستمرار على نفس النهج الذي حفظ للبارصا طابعها الخاص وبصمتها التي جعلت منه أحسن ناد في العالم. الصحافة المغربية التي رافقت الوفد الذي حل مساء يوم الثلاثاء بمدينة برشلونة، والمتكون من هشام لخليفي (راديو مارس)، عبد السلام بيلالي (لومتان)، نور الدين الكرف (الصباح)، فؤاد مسكوت (شذى ا. ف. م.)، يسري المراكشي (قناة الرياضية)، وعبدو ربه محمد الروحلي (بيان اليوم)، بالإضافة إلى المصور الوحيد بالوفد وهو كريم السلماوي صاحب موقع الوكالة المغربية للصور الصحفية (أ. م. ب. بريس)، هؤلاء الزملاء طرحوا مجموعة من الأسئلة، وهمت بالخصوص الضمانات حول مشاركة أبرز اللاعبين، وفي مقدمتهم النجم ليونيل ميسي، كزافي هيرنانديز، أندري إينيستا وغيرهم، كما طرحوا الجانب الاجتماعي للزيارة، ومدة الإقامة، ومشروع فتح مدارس بمدن مغربية، واتفاقيات شراكة مع بعض الأندية، وأخيرا النقل التلفزي بين الأرضي والفضائي. السؤال بخصوص مشاركة أبرز العناصر طرحه مبعوث (بيان اليوم)، وجاء الجواب مبهما، حاملا نوعا من الغموض المخيف، إذ قال كاردوني أن الوقت لازال بعيدا الآن لتأكيد مشاركة هذا اللاعب أو ذاك، والمؤكد أن الفريق سيشارك بالعناصر الجاهزة خلال الأسبوع الأخير من شهر يوليوز، وهذا الجواب حمل مفاجأة غير مرغوب فيها تماما، إلا أن الجانب المغربي يؤكد بدون مجال للشك، أن العقد يتضمن بندا واضحا وصريحا، يقضي بضرورة مشاركة البارصا بكل نجومها المعرفين وفي مقدمتهم ميسي، وهذا التأكيد جعلنا نطمئن نسبيا، لأن نجاح هذا الحدث المرتقب رهين بحضور كل النجوم. وحدد المسؤول الكطلاني مدة الإقامة في 24 ساعة، إذ أن المقابلة ستنطلق على الساعة العاشرة ليلا، مما يفرض قضاء الليلة بمدينة طنجة، مع أن هناك أخبار تؤكد أن وفد البارصا سيقيم بمنتجع مازكان بمدينة الجديدة لمدة ثلاثة أيام، وبخصوص النقل التلفزي، أوضح كوليت أن شركة «ميديا برو» هي المالكة للحقوق الحصرية، إلا أن هناك رغبة ملحة في تمكين أوسع الفئات من مشاهدة المقابلة، أما الجانب الاجتماعي فالمسؤولان الكاطلانيان أكدا أن المؤسسة التابعة للبارصا لها برنامجا يهم الجانب الاجتماعي، وسيعلن عن كل المبادرات الخيرية بالمغرب في حينها. بعد 38 سنة تعود البارصا للمغرب، سنة 1974 كانت أول زيارة بفضل المرحوم عبد الرزاق مكوار واجهت خلالها نادي الوداد البيضاوي، والتي كان الفوز فيها لصالح أصدقاء النجم الهولندي يوهان كرويف بحصة (30)، سنة 2012، تأتي الزيارة الثانية بفضل مبادرة لأطر مغربية شابة، تسعى لتوظيف خبرتها في مجال المال والأعمال، من أجل التعريف باسم المغرب، كبلد يتوفر على أطر وطنية عليا، قادرة على القيام بالمبادرة الهادفة، وركوب مجال التحدي الإيجابي، وتقديم صورة عن مغرب الانفتاح، والاستقرار والأمن، والقيم الإنسانية الكونية.