كشفت أرقام جديدة نشرتها مؤسسة «ماروك ميتري» المتخصصة في نسب مشاهدة القنوات المتلفزة في المغرب عن تراجع واضح في نسبة مشاهدة المغاربة لبعض برامج المسابقات، فيما ارتفعت نسب مشاهدة البرامج التي تتطرق إلى الحوادث والجرائم، وأيضاً المسلسلات الدرامية التركية. وعزا محللون تراجع مشاهدة المغاربة لبرامج المسابقات التي تكتشف مواهب الغناء أو الكوميديا إلى «هجرة» المتفرجين إلى قنوات فضائية عربية تفوّقت بشكل كبير في هذا الصنف من البرامج، بينما زاد الإقبال على برامج الواقع والحوادث بسبب جاذبية قصص الجرائم لدى فئات كثيرة من المجتمع المغربي. المسابقات تنزل والحوادث تصعد وبيَّنت أرقام مؤسسة «ماروك ميتري» أن برنامج «كوميديا»، الذي يجري مسابقات لفائدة اختيار أفضل موهبة كوميدية بالمغرب، احتل الرتبة السادسة ضمن برامج القناتين الأولى والثانية الحكوميتين، وشهدت على سبيل المثال إحدى حلقاته مشاهدة من قبل 4 ملايين و3 آلاف شخص. ووفق المصدر نفسه، فإن برنامج «أستوديو دوزيم» المتخصص في البحث عن المواهب الغنائية لدى الشباب، فقد تراجعت نسبة مشاهدته بشكل ملموس مقارنة مع الدورات المنصرمة، حيث جاء في الرتبة السادسة ضمن برامج القناة الثانية التي تبثه موسمياً، والرتبة الثامنة على مستوى برامج القناتين الأولى والثانية مع حوالي 3 ملايين و756 ألف مشاهد فقط. وبخلاف برامج المسابقات التي شهدت انحساراً في نسب المشاهدة، عرفت البرامج المخصصة للحوادث الإجرامية وبرامج الواقع، وأيضاً الدراما التركية. فاحتل برنامج «أخطر المجرمين»، المخصص لسرد قصص مجرمين خطيرين وكيف تعقبتهم الشرطة إلى أن قُبض عليهم الرتبة الثانية مع أكثر من 5 ملايين مشاهد، فيما استطاع برنامج «مداولة» الذي يسرد ملفات قضائية شهدتها المحاكم أن يجذب إليه 4 ملايين و59 ألف مشاهد. وسجل التقرير ذاته أن المسلسل التركي المُدبلج إلى اللهجة المغربية «ما تنسانيش»، والشهير في المغرب باسم «خلود»، حظي بأكبر نسبة من المشاهدة على القناة الثانية، حيث جذب حوالي 7 ملايين مشاهد بنسبة أكثر من 68% من المغاربة حتى الصغار بينهم. تُخمة وشغف وعزت نعيمة الدرعاوي، الباحثة في مجال المشهد التلفزيوني، تراجع مشاهدة برامج المسابقات لنوع من التخمة التي قد تكون أصابت المشاهدين المغاربة من هذا النوع من البرامج. وأضافت أن الجمهور يفضل أن يتوجّه الى القنوات الفضائية العربية التي تعرض برامج مسابقات على مستوى أضخم وأجمل من الناحية البصرية والفنية. ومن جانبه أكد الدكتور عبدالمجيد سماعلي، المحلل في علم النفس الاجتماعي، أن الإقبال المتزايد للمغاربة على البرامج التي تتطرق إلى حالات الإجرام، مثل برنامج «أخطر المجرمين» أو «مسرح الجريمة»، أو حتى برنامج «مداولة» الذي يعرض ملفات مرت في المحاكم المغربية، يمكن تبريره بشغف فئات كثيرة من المجتمع لمعرفة تفاصيل بعض الجرائم المعروفة. وشرح سماعلي أن الفئات الاجتماعية التي تنتمي إلى الطبقات الهشة والفقيرة وحتى المتوسطة غالباً ما تُثار إزاء هذا النوع من الأخبار والبرامج التي تتطرق إلى الحوادث الإجرامية، من قتل واعتداءات واغتصاب أو سرقة، الذي تعايشه في حياتها اليومية.