يشكل كتاب «كنوز المتاحف» الذي صدر عن مديرية التراث الثقافي بوزارة الثقافة مبادرة توثيقية رائدة لقطع متحفية ذات قيمة تاريخية رفيعة، تؤرخ لتعاقب الحضارات على أرض المغرب. والكتاب عبارة عن عدد خاص من سلسلة «كناشات التراث» التي تصدرها المديرية منذ عام 2008. ويندرج الإصدار، حسب عبد الله صالح مدير التراث الثقافي، في إطار الانفتاح على المعرفة الأركيولوجية والإثنوغرافية التي تجسدها القطع المعروضة في المتاحف العمومية، التي تشهد على غنى وتنوع التراث الثقافي للمغرب. يقول صالح في تقديمه للكتاب «إنها مبادرة لتقاسم النشوة الجمالية والقيمة التراثية للقطع الأساسية التي تزخر بها المتاحف مع الخبراء وعموم الجمهور، وكذا المساهمة في الحفاظ على هذا التراث». وأعرب عن أمله في أن يمكن هذا الكتاب جمهورا واسعا من اكتشاف كنوز المتاحف المغربية وتقدير قيمتها الأمر الذي يشجع على تفعيل سياسة لتأهيل هذه المواقع الثقافية وخلق المزيد منها. ويوضح يوسف خيارة، رئيس قسم المتاحف بالوزارة، أن هذا الإصدار لا يزعم توثيق جميع القطع المتحفية، «إنها مهمة تقتضي مزيدا من الوقت وإصدارات أخرى»، ولذلك فإن هذا الإصدار ليس إلا بداية لسلسلة من هذا النوع تنوي المديرية إصدارها تباعا في سياق رهان على المزيد من الإشعاع الثقافي والانفتاح على الجمهور. وأضاف المسؤول الثقافي أن القطع المتحفية التي يحفل بها الكتاب، صورة وتعليقا، ذات قيمة كبيرة ولم يخضع اختيارها لتفضيل ثقافي أو تاريخي معين، بل كان الهدف تجسيد المراحل التاريخية الكبرى التي عرفتها البلاد. بعض القطع معروفة في الأوساط البحثية وأخرى ليست كذلك. من قطع تعود الى العصور الحجرية، الى تحف توثق لعبور حضارات قديمة وحديثة، مرورا بمصنوعات مستوردة من مناطق أخرى، وحلي ذهبية وقطع أثاث وقطع نقدية وزخارف حائطية وصولا الى تماثيل ومنحوتات ذائعة الصيت من قبيل تمثال بطليموس وفينوس وباخوس، يعد الإصدار بحق ذاكرة بصرية عابرة للزمن.