بين الفينة والأخرى يصبح إيريك غيريتس مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم مادة دسمة لوسائل الإعلام الوطنية. آخر الأخبار جاءت من مسقط الناخب الوطني من بلجيكا، حيث تكهنت الصحافة البلجيكية بإمكانية استلامها ابنها مهمة الإشراف على منتخب «الشياطين الحمر»، وبنت خبرها على تقديم المدرب السابق لاستقالته من تدريب المنتخب، وتوقيع عقدا للإشراف على أحد عمالقة الأندية البلجيكية، وهو ما تناقلته بدورها الصحف الوطنية في إطار اهتمامها الدائم بكل كبيرة وصغيرة عن قائد كتيبة الأسود. أما آخر التطورات فكانت نفي الاتحاد البلجيكي لكرة القدم صحة الخبر، ومن جانبه غيريتس نفى الخبر معتبرا أنه مجرد كذب ليس إلا.!!! غيريتس ومنذ قدومه للمغرب شكل وجبة للصحافة الوطنية، بل إن إشعاع أخباره تجاوز حدود التراب الوطني ليصل إلى أماكن متعددة أبرزها، السعودية، فرنسا، بلجيكا، حيث تتناسل الأخبار عنه سواء كانت شخصية أو لا. بيد أن المثير في الأمر أن هاته تظهر للوجود خارج الحدود، فمثلا الضجة التي أثيرت حول راتب غيريتس جاءت عبر تقارير صحفية بلجيكية، وخبر زواجه من ممرضة سعودية رأى النور عبر منابر سعودية، وإمكانية عودته لاستلام مقاليد نادي مرسيليا جاء فرنسيا، أما مؤخرا فقد نصبت الصحافة البلجيكية غيريتس مدربا مستقبليا لمنتخبها. والمثير أن غيريتس يختار غالبا أن يفند ما يروج حوله سواء صحت أو جانبت الصواب، عبر منابر أجنبية، علما أن الاهتمام المتزايد من الصحافة الوطنية بغيريتس أمر مبرر وجد منطقي. غيريتس يختار دوما أن يرد على الشائعات من بوابة «فرانس فوتبول» أو ليكيب» أو «لادينيير أور» وغيرها، بينما تواصله مع وسائل الإعلام الوطنية يبقى جد متواضع إن لم نقل شبه معدوم ومقتصرا على الندوات الصحفية، أو أن غيريتس قد يتواضع بوساطة من جامعة كرة القدم للخروج إعلاميا في إحدى المنابر المقربة من الأخيرة، وهو ما يعيد إلى الواجهة علاقة الناخب الوطني بالإعلام الوطني، والتي غلب عليها دائما التوتر، حيث كان غيريتس قد تعهد بتغيير تعامله مع الصحافة بطريقة وأسلوب مختلفين عن السابق، لكن يبدو أن شيئا من هذا لم يحدث، وما يزال الوصول إلى مدرب أسودنا مهمة مستحيلة إلا لفئة قليلة يعلمها الجميع. غيريتس كشخصية عامة فرضت نفسها مؤخرا وطنيا، وإن كان لا يلقى قبولا لدى أغلبية المغاربة بسبب سوء النتائج التي حققها منذ توليه منصبه، يفرض عليه أن يفتح أبوابه لوسائل الإعلام كما قال هو سابقا، ويحاول تنظيم خرجاته الإعلامية تجنبا للشائعات التي تلاحقه وتصل أحيانا إلى مناح شخصية أو إلى اختلاق تصريحات على لسانه، فهو يتحمل شيئا من الوزر بسبب علاقته غير الودودة مع الصحافة المغربية، والتي تجعل الصحافة تلاحقه وترصده كعنوان بارز لأخبارها، علما أن تلك الأخبار لا تأت أيضا من فراغ، ولم يمكننا أن نجزم في صدقها أو زيفها، ما دامت غير منافية للمنطق، إذ أن غيريتس ما زال يحن إلى فريقه السابق (مرسيليا)، ولا يمانع من تدريب منتخب بلاده، فقد تكون هذه الأطراف وراء ولادتها. الهالة الإعلامية الكبيرة حول المدرب البلجيكي، مردها مجموعة من الأسباب أبرزها الراتب الشهري للناخب الوطني يضعه في خانة أغنى مدربي المنتخبات الوطنية، وأنه أيضا ذو كفاءات نجح عبرها في نسج شعبية جارفة مع أنصار الهلال السعودي ومرسيليا الفرنسي، وأنه لم يحقق مع الفريق الوطني سوى خيبة تلو الأخرى، ناهيك عن بعض تصرفاته غير المسؤولة في مجابهة الصحفيين بطرق لا تمت لأصول اللباقة في الحديث بصلة. وبالتالي فكل ما يروج عنه له مبررات، إلا أن ردود فعل غيريتس خارج خط الإعلام المغربي وحدها لا نجد لها مبررا. إذن التواصل سيكون الحل الأمثل للمدرب البلجيكي للحد من أشباح الشائعات وكوابيس الأخبار المغلوطة حوله وحول مستقبله، فمهما كان.. سيظل غيريتس مدربا للمنتخب الوطني، وهي الحقيقة التي لا يمكن لأي أحد إنكارها.