يبدو أن قصة المدرب البلجيكي إيريك غيريتس لن تنتهي بعد، وأن فصولها قد تطول، بالرغم من تصريحات وزير الشباب والرياضة منصف بلخياط لوسائل الإعلام الوطنية والدولية التي كانت حاضرة بمدينة أكادير خلال الندوة التي نظمتها اللجنة المنظمة لبطولة العالم في الجيدو، ذلك أن معالي الوزير قطع الشك باليقين، وأقر بان غيريتس سيحضر إلى المغرب يوم 15 من الشهر المقبل. هذا القرار رفضته إدارة الهلال السعودي التي أكدت أن المدرب غيريتس لايزال يرتبط بعقد رسمي مع فريقها لقيادته حتى نهاية الموسم وهو مايجعلها صاحبة الموقف الأقوى، وقد أوضحت أنها سترسل وفدا إلى المغرب بعد نهاية مباراة الفريق أمام ذوب آهن الإيراني في الرياض للتباحث مع الجانب المغربي حول قضية غيريتس، ومحاولة إنهاء الأمر بصورة ودية دون اللجوء إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم. لكن يظهر أن جامعة علي الفاسي الفهري، لن تتساهل في هذا الأمر مادامت أنها انتظرت كثيرا قدوم المدرب البلجيكي فور انتهاء المنافسات الآسيوية باعتبار أن المنتخب الوطني تنتظره مباراة صعبة في 25 من مارس القادم أمام الجزائر، وأن التحضير لها يتطلب تواجد غيريتس إلى جانب العناصر الوطنية. فالصحافة والمواقع السعودية لعبت دورا كبيرا في تصعيد الخلاف القائم بين الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ونادي الهلال السعودي حول غيريتس بنشرها لأخبار لاتمت إلى الحقيقة بصلة، وهو ما نفاه المدرب البلجيكي من خلال تصريحاته الأخيرة لقناة «كنال بلوس» الفرنسية حول الشائعات التي تتحدث عن نيته في تمديد العقد مع الإدارة الهلالية، ورغبته في البقاء حتى نهاية الموسم.... فجامعة الفهري وضعت نفسها في موقف صعب بعد أن تعاقدت منذ البداية مع البلجيكي غيريتس وهو مازال مرتبطا بعقد مع الهلال السعودي، لأنه كان من المفروض أن تبحث عن مدرب حر، خاصة ان الساحة العالمية كانت تعج بالعديد من الأطر المتميزة، لأننا ضيعنا الكثير من الوقت في هذا المجال وهو ما أثر سلبا على المردود العام للمنتخب الوطني الذي ظهر بمستوى باهت خلال المباراة الأولى أمام إفريقيا الوسطى، والتي أضعنا نقطتين كانتا كفيلتين بأن تتصدر المجموعة الرابعة. إننا لم نجد أجوبة شافية حول بعض الاسئلة التي مازالت تجول في خاطرنا حول المعايير التي جعلت الجامعة تختار إيريك غيريتس دون سواه، علما ان مجموعة من المدربين العالميين كانوا ينتظرون الضوء الاخضر للإشراف على الفريق الوطني، ثم لماذا انتظرت كل هذا الوقت ولا زالت تنتظر قدوم المدرب البلجيكي، حتى أصبحت هذه القصة على شاكلة المسلسلات المكسيكية التي غالبا ما تطول حلقاتها حتى يتسرب إلى نفوس المشاهدين نوع من الرتابة. والغريب في الأمر، أن كل ما يحدث حول فصول هذه القصة التي شدت انظار المغاربة، لم تكلف جامعة الفهري عناء نفسها وتصدر بلاغا لتنوير الرأي العام الذي عادة ما يجد ضالته في كل ما يتعلق بهذه النازلة سوى عن طريق ما تنشره الجرائد الوطنية، والتي غالبا ما تستند في الحديث عن أخبار غيريتس في نقل كل ما تتداوله الصحف السعودية. فالجامعة فضلت الصمت، وبالتالي ظلت تراقب الوضع، وتركت الحديث عن المدرب الجديد للمنتخب الوطني لوزير الشباب والرياضة الذي كانت إيجاباته في بعض الأحيان تتسم بالحذر والمراوغة، خصوصا بعض الأسئلة المتعلقة بالراتب الحقيقي لغيريتس. رغم المبادرة التي قامت بها الجامعة بإعادة تحديث موقعها، فإنها ظلت مقصرة بنشر كل الأخبار المتعلقة بهذا الموضوع والتي من شأنها أن تشبع فضول رواد هذا الموقع، باستثناء التصريح الوحيد للرئيس علي الفاسي الفهري حول تاريخ قدوم غيريتس إلى المغرب . فالجميع ينتظر يوم 15 نونبر القادم من أجل قطع هذا الشك الذي بدأ يساور جميع متتبعي الفريق الوطني، الذين سئموا من هذا الإنتظار الذي قد يطول نتيجة ما نقرأه يوميا من قصاصات بخصوص غيريتس عن طريق الصحافة السعودية وما نتج عن ذلك من خلافات في هذا الإتجاه، حتى خيل لنا أن هناك حربا خفية يتم الإستعداد لها بين طرفين متنازعين، ولا نعلم متى ستنتهي؟