في معرض يجمع بين مدرستين مختلفتين، التجريدية والواقعية، التقت أعمال الفنانين التشكيليين محمد تهدايني وعبد الرزاق ستيتو، في معرض مشترك يحمل عنوان «نفحات من الصويرة»، احتفاء بحاضرة موكادور في كافة تجلياتها. فضمن معرض مشترك للفن التشكيلي يحتضنه رواق «ديسديمونا» بحاضرة موكادور إلى غاية 26 ماي الجاري، يقدم الفنان تهدايني، إلى جانب الفنان عبد الرزاق ستيتو أزيد من أربعين لوحة تحط رحالها بعدد من فضاءات مدينة الأليزي، من خلال رؤيتين فنيتين مختلفتين، قاسمهما المشترك عشق دفين لكل ما تمثله مدينة الصويرة من إرث ثقافي زاخر. بألوان تغوص بعمق في ثنايا اللون الأزرق، يرسم الفنان محمد تهدايني عالما من الفن التشكيلي التجريدي ينطبع بمختلف تدرجات هذا اللون، لتتدفق بذلك اللوحات التشكيلية مفعمة بغموض مستوحى من عوالم تختزنها مدينة الأليزي، التي تغفو وتستفيق على هدير الموج الأزرق. يوضح الفنان تهدايني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه يركز في أعماله «على الدلالات التي يحملها اللون الأزرق، وهو ما يشكل تحديا بالنسبة له إذ يصعب إنجاز لوحة فنية انطلاقا من لون واحد»، مشيرا إلى أن إنجاز أعماله الفنية يتطلب مخيلة كبيرة تسافر في تدرجات اللون الأزرق لتستخرج منه لوحات فنية ساحرة. فاللون الأزرق بالنسبة لهذا الفنان، يحيل، وإضافة إلى لون بزة رجل الجمارك، الوظيفة التي يشغلها تهدايني، على فضاءات طبيعية توحي بالهدوء والسكينة، فبين السماء والبحر، كل الامتداد الذي يشكله اللون الأزرق، لتنعكس من خلاله طمأنينة النفس والروح إلى حاضرة موكادور، الزاخرة بتجليات اللون الأزرق الحاضر في نوافذ وأبواب المنازل داخل دروب المدينة العتيقة، وعلى أرصفة الميناء حيث تصطف المراكب الزرقاء. وفي نظرة مغايرة للأسلوب التجريدي، يتسلح الفنان عبد الرزاق ستيتو بالأسلوب الواقعي التشخيصي، ليسلط الضوء على حاضرة موكادور، من خلال رصد لعدد من مظاهر الحياة اليومية، المستوحاة أساسا من المناظر الطبيعية بالمرسى والأسواق والأزقة بالمدينة العتيقة. ويعتبر الفنان التشكيلي ستيتو في تصريح للوكالة، أن رسالة الفن التشكيلي تظل غير محدودة الأفق، فالفنان يعيش مرحلة بحث دائم عن تقنيات جديدة ومصادر متعددة للإبداع، مضيفا أن أعماله التي تمزج بين عدة مدارس انطباعية وتعبيرية، تشكل في الوقت ذاته تمردا على هذه الأنماط التعبيرية لتخلق نظرة متفردة للفنان ستيتو إلى محيطه المتمثل في حاضرة موكادور.