يوسف العمراني يدعو لتفاعل منسجم في عالم عربي تطبعه تحولات عميقة انتخب يوسف العمراني الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، بالإجماع، أول أمس الأربعاء، نائبا لرئيس المؤتمر الوزاري لحركة عدم الانحياز للمنطقة الإفريقية، الذي ينعقد بمنتجع شرم الشيخ بمصر. وجرى هذا الانتخاب خلال اجتماع وزاري لمكتب تنسيق حركة عدم الانحياز، حيث يمثل المغرب وفد يرأسه الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون. وفي نفس اليوم، دعا العمراني،خلال الاجتماع الوزاري لمكتب تنسيق حركة عدم الانحياز، إلى تفاعل منسجم مع عالم في خضم التحول. وذكر العمراني، في كلمة خلال الاجتماع ب»التحولات الجارية خصوصا في العالم العربي والتي تحمل تطلعات مشروعة للشعوب العربية نحو الحرية والديمقراطية والكرامة والتقدم». وتساءل الوزير في هذا السياق، عن مدى مواءمة المبادئ المؤسسة لحركة عدم الانحياز للتعاطي مع الظرفية الراهنة وعن مدى تفاعل أعضاء الحركة مع هذه التحولات، وهذه التغيرات وعن الوسائل التي من شأنها تعزيز دور هذه الحركة في الساحة الدولية على أساس مبدئها المحوري المتمثل في التضامن الدولي. وأكد العمراني، في هذا الصدد أن المبادئ المؤسسة لحركة عدم الانحياز تحتفظ براهنيتها وتظل، كما كانت دائما، فعالة ووجيهة، في سياق سياسي واقتصادي يطبعه التغير، مضيفا أن هذه التحولات يجب أن تشكل باستمرار «حجر الزاوية في عملنا من اجل مواجهة التحديات الكبرى كالإرهاب وعدم الاستقرار الاقتصادي»، مع تطوير أشكال حكامة إقليمية جديدة تقوم على اندماج يخدم مصالح جميع الأطراف في إطار تجمعات سياسة منسجمة وتكاملية. وأوضح يوسف العمراني أن أشكال الحكامة الإقليمية الجديدة هذه يجب أن تقوم على آليات وميكانيزمات مجددة من شأنها أن تدعم التنمية البشرية والاندماج الاقتصادي والانفتاح الديمقراطي. وشدد بالخصوص على الراهنية والفعالية التي تكتسيها مبادئ باندونغ، والتي تؤكد بوضوح على احترام سيادة جميع البلدان ووحدتها الترابية وعلى الامتناع عن التهديد بالعدوان أو استخدام القوة ضد الوحدة الترابية لأي بلد أو استقلاله السياسي. وفي معرض تناوله للتطورات التي عرفها المغرب، سجل الوزير أنه بفضل الرؤية الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس فإن المغرب اختار إرساء مجتمع ديمقراطي ومتقدم يقوم على ركيزتين متكاملتين هما تعميق مسلسل الإصلاحات السياسية والنهوض بالتنمية البشرية. أما على المستوى الإقليمي، فإن العمراني، شدد على الحاجة الملحة لتحقيق اندماج مغاربي فعال في إطار اتحاد المغرب العربي كفضاء منفتح وديمقراطي وتكاملي، مبرزا، أن هذا الاندماج يمثل خيارا سياسيا وبديلا اقتصاديا وضرورة أمنية، من أجل خدمة مصالح وتطلعات شعوب البلدان الخمسة الأعضاء في الاتحاد المغاربي. وبخصوص تعزيز دور حركة عدم الانحياز على الساحة الدولية أوضح الوزير أن التضامن كأحد أهم أعمدة مبادئ باندونغ، يمثل رافعة للسلام والأمن ويساهم بالتالي في خلق فضاء تسوده الديمقراطية والسلم والعدالة. واعتبارا لأهمية تعزيز التعاون الدولي بما فيه التعاون جنوب- جنوب، أكد العمراني، أنه من الضروري تظافر الجهود البناءة، من خلال تعزيز العمل المشترك والتضامن والتعاون الدوليين، لتحقيق تنمية بشرية مستدامة وإيجاد الحلول الفعالة للمشاكل التي تواجه العالم وخصوصا القضايا الملحة كالسلام والأمن والتنمية.