أفاد المكتب الدولي للذكاء الاقتصادي «أكسفورد بيزنس غروب» بلندن، يوم أمس الأربعاء، أن المغرب سجل أكبر ارتفاع في عدد مستخدمي الأنترنيت بشمال إفريقيا، وذلك بفضل الإستراتجية الوطنية «المغرب الرقمي 2013-2009» التي اعتمدتها المملكة. وسجل «أكسفورد بيزنس غروب» أنه بفضل هذه الإستراتجية بلغ عدد مستعملي الأنترنيت 49 في المائة من الساكنة، مشيرا إلى أن برنامج نشر تكنولوجيا الجيل الرابع وشبكات الألياف البصرية المقرر تنفيذه هذه السنة سيمكن المغاربة من الاقبال على الأنترنيت بشكل مكثف. ويرتكز مخطط «المغرب الرقمي 2013-2009» الذي أطلق سنة 2009 من طرف وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة حول أربع أولويات إستراتجية تتمثل في التحول الاجتماعي عن طريق تكنولوجيا الإعلام وانجاز الخدمات العمومية الموجهة للمتعاملين مع الإدارة، واعتماد المعلوميات في المقاولات الصغرى والمتوسطة، وتطوير صناعة تكنولوجيا المعلوميات على المستوى الوطني. وأشار المصدر ذاته إلى أن هذا البرنامج أعطى ثماره، موضحا بأنه خلال أقل من ثلاث سنوات سجل المغرب ارتفاعا إجماليا بنسبة 300 في المائة في عدد المشتركين في الأنترنيت. ولاحظ أن هذا النمو السريع يهم أساسا مشتركي الجيل الثالث، غير أن طلب المشتركين بربط أسرع وصبيب أعلى، خاصة في قطاع المقاولات لعب أيضا دورا بالنسبة لارتفاع عدد المشتركين في خط المشترك الرقمي غير المتماثل الذي تباطأ على إثر وصول تكنولوجيا الجيل الثالث سنة 2006. وأضاف المكتب الدولي استنادا لتقارير الوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات لسنة 2010، أن 98 في المائة من المقاولات المغربية التي تشغل أزيد من 10 مستخدمين مجهزة بحواسيب من بينها 91 في المائة تستفيد من الولوج إلى الأنترنيت. وأضافت أن تطوير الإعلاميات في المقاولات يعتبر أحد الأولويات الأساسية بالمغرب في الوقت الذي تبحث فيه المملكة عن التوسع في قطاع ترحيل الخدمات (الأوفشورينغ). وأكدت المجموعة بأن إحداث مناطق استثمارية بالدار البيضاء (تكنوبارك و كازانيرشور) وبالرباط (تكنوبوليس) يبرهن على التزام المملكة بخلق مناصب شغل، مسجلة أن منطقتي «كازانيرشور» و»تكنوبوليس» يستقبلان حاليا أزيد من مائة مقاولة من بينها شركات دولية كبرى من قبيل «ديل» و»بي.إن.بي» (باريباس). وأوضحت المجموعة أن تم الشروع في يناير 2012 في انجاز المرحلة الأولى من منطقة أخرى تخصص لهذا النشاط تحمل اسم «فاس شور» على مساحة 20 هكتار وأن هذه المنطقة ستوفر عند الانجاز 130 ألف متر مربع من المكاتب، مضيفا أن أرضية جديدة للأوفشورينغ في طور الإنجاز بتطوان حيث من المقرر أن ينطلق العمل فيها في الفصل الثاني من سنة 2012. وأضاف المصدر أنه تم إيلاء اهتمام خاص للشركات الناشئة الواعدة في قطاع التكنولوجيات الحديثة وذلك عن طريق صندوق المغرب الرقمي، مشيرا إلى أن هذا الصندوق الاستثماري الذي أحدثت سنة 2010، يروم تقديم الدعم المالي للمقاولات القائمة والناشئة في قطاع تكنولوجيا الإعلام.