من المؤسف حقا أن تجد أن فريقا من حجم الوداد البيضاوي لكرة السلة يعاني لاعبوه من الخصاص، وتسمع أخبارا بعدم توصلهم بمستحقاتهم العالقة في ذمة إدارة النادي الأحمر. أما الخبر-الصاعقة الذي قد يقض مضاجع الوداديين هو تلقي فريق كرة السلة لهزيمة تاريخية أمام نهضة بركان بحصة أمريكية (102-42)، ليودع «الحمر» بطولة كأس العرش من دور النصف، علما أن مباراة الذهاب بالبيضاء هي الأخرى انتهت للبركانيين، وهو ما يدعو إلى طرح تساؤلات حول مستقبل هذا الفريق الذي يدافع عن شعار أحد أعرق الأندية الرياضية بالمغرب .!!! عندما حل الوداد ببركان بفريق الصغار، نظرا لتراجع الفريق الأساسي عن السفر إلى المدينةالشرقية إلا بعد تسوية أوضاعهم المالية، وذلك عبر مطالبتهم باستخلاص رواتب 3 أشهر و10 منح، أضاع فرصة تعويض الخسارة المفاجئة أمام نهضة بركان مواجهة الجمعية السلاوية في النهائي، ولما لا إنقاذ موسمه الرياضي؟ لكن يبدو أن معاناة الفريق الأحمر ستستمر إلى أجل غير مسمى، مع العلم أنه بالرغم من تمكنه من التأهل إلى دور «البلاي أوف»، فإن لقب البطولة أقرب للسلاويين بسبب الاستقرار الذي يعيشه فارس أبي رقراق، وهو ما يفتقده الفريق البيضاوي في المواسم الأخيرة، والهزيمة بأكثر من 100 نقطة وبفارق 60 نقطة أمام بركان، دليل كاف على وضع مقلق بالقلعة الحمراء. هذه الحالة ليست الأولى بالنسبة للفريق الأحمر، فالجميع يتذكر كيف أن الوداد تعمد في إحدى لقاءاته الخسارة عبر طرد مجموعة من لاعبيه، والتي عرضته للعقاب من لدن جامعة كرة السلة، وهنا لسنا نهدف إلى محاسبة أي طرف، بل فقط للتأكيد على أن هذه التصرفات التي يقال عنها «لارياضية» لا تأتي من فراغ، وأن تصرفات لاعبي الوداد جاءت احتجاجا على وضعيتهم ومطالبة بحقوقهم المالية لا غير، وبالتالي فإنها مؤشرات غير صحية بالنسبة لفريق كرة السلة بنادي الوداد، خاصة وأنه فريق لا يشارك في البطولات المحلية من أجل تنشيطها فحسب، بل إنه يبحث عن الألقاب التي غابت عن خزائنه لأكثر من عقد من الزمن. هذا الحديث سيقودنا إلى الكلام عن الأسباب التي أدت إلى هزيمة تاريخية للوداديين، فالأكيد أن مرد ذلك هو التهميش الذي يطال فرع كرة السلة من طرف المكتب المديري للوداد، وهي النقطة التي أثيرت في إحدى الجموع العامة لأحد فروع النادي الأحمر، والتي أشارت إلى أن فريق كرة القدم يستأثر بكامل اهتمام مسؤولي الإدارة، وأن الأضواء تسلط دائما عليه ويتم الإسراع في حل مشاكله دون تماطل أو تهاون. في المقابل، فإن الفروع الأخرى التابعة للنادي ما هي إلا ظلال تعيش في الخفاء لصالح فريق كرة القدم، وفريق كرة السلة أحد هاته الظلال التي تعاني في صمت، ولا تجد أيا من مسؤولي الوداد لحل مشاكل تعيق مسيرته في البطولات المحلية. خلاصة القول أن هذه الهزيمة يجب أن تحرك البيت الودادي للتدخل السريع لحل مشكل فرع كرة السلة، إن كانت الإدارة الودادية بالفعل تسعى إلى تسطير النجاح على كافة الرياضات.. فمن المخجل لفريق بحجم الوداد أن يتخبط فريق يحمل ألوانه في بطولة وكأس العرش لكرة السلة، ويعتبر ثاني أنجح الفرق المغربية بعد الفتح الرباطي، في مشاكل تدفع لاعبيه اضطرارا إلى الامتناع عن اللاعبين، وتؤثر على استقرار الفريق الذي ما يزال يبحث عن نفسه لاسترجاع أمجاده الضائعة منذ مطلع الألفية الثالثة .!!!