تصدرت قضايا التعبئة القصوى للموارد المائية الإضافية والتحكم في الطلب على الماء والاقتصاد في استعمالاته أشغال المجلس الاداري لوكالة الحوض المائي لأم الربيع في دورته الأولى برسم سنة 2012 التي انعقدت اليوم الثلاثاء بقصر المؤتمرات بمدينة قلعة السراغنة. ولوحظ من خلال تقرير مدير الوكالة تسجيل انخفاضات سريعة لمستوى منابع العيون وتراجع صبيبها في السنوات الأخيرة خاصة في المناطق المهددة بالجفاف مثل منطقة تساوت السفلى بإقليم قلعة السراغنة، مما يوحي ب «خطورة الموقف» بتعبير مدير الوكالة، وهو ما يمكن أن يترتب عنه نضوب الموارد المائية المحدودة. وأوضح أن هذا الانخفاض يمثل على الأقل نصف إمكانات الطبقة المائية، وهو ما يؤكد فرضية نضوب الطبقة المائية الجوفية العليا داخل أجل يتراوح مابين 15 و30 سنة، ما لم يحصل تراجع واضح في عمليات الضخ وحسن التدبير. وأضاف أن ما يسري على تساوت السفلى ينطبق أيضا على مناطق أخرى، مما يجعل الرهان الأكبر يتمثل في القدرة على تعبئة أكبر قدر ممكن من الموارد الإضافية وتلبية حاجيات المستعملين لأغراض السقي أو الشرب مع التحكم في الطلب على الماء، وهي معادلة صعبة تقتضي تقليص حجم الطلب المتزايد عبر إدخال أساليب اقتصاد الماء والوقاية من التلوث والفيضانات وإعادة استعمال المياه العادمة وصيانة النظم الإيكولوجية الهشة وتحلية مياه البحر باعتبارها موارد جديدة سوف تمكن من دعم المكتسبات المتوفرة. كما تطرق التقرير الى عملية التوازن بين الجهات في مجال توفير الموارد المائية اللازمة من خلال تحويل مياه الشمال نحو الجنوب، كآلية تضامنية من شأنها أن تساهم في سد العجز الكبير الحاصل في المناطق التي تعاني من ندرة المياه. ومن بين أهم النقط المدرجة في جدول أعمال هذه الدورة، المصادقة على محضر اجتماع دورة أبريل 2011 وتقديم حصيلة منجزات السنة الفارطة وعرض برنامج السنة الجارية والمصادقة على تقرير افتحاص حسابات الوكالة لسنة 2010 ومناقشة الخطوط العريضة لمشروع المخطط المديري للتهيئة المندمجة للموارد المائية لحوض أم الربيع والأحواض الساحلية الأطلسية والمصادقة على مشاريع اتفاقيات الشراكة والتعاون. وفي كلمة بمناسبة افتتاح هذه الدورة التي حضرها والي جهة تادلة - أزيلال وعمال وممثلو نحو عشر عمالات وأقاليم تدخل في نطاق النفوذ الترابي للوكالة، أكد الكاتب العام لوزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة، السيد محمد جناح، على أهمية الدور الذي تضطلع به وكالة الحوض المائي لأم الربيع في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة والإكراهات المطروحة أمامها في الوقت الراهن على ضوء الاستراتيجية الوطنية للماء. ويعد حوض أم الربيع من أكبر أحواض المملكة ويغطي مساحة 35 الف كلم مربع بساكنة تفوق 1،5 ملايين نسمة ويمتد المجرى المائي الرئيسي على طول 550 كلم. وينطلق نهر أم الربيع من سلسلة جبال الأطلس المتوسط على ارتفاع 1800 متر ويخترق السلسلة الجبلية وسهل تادلة والهضبة الساحلية قبل أن يصب في المحيط الأطلسي على بعد حوالي 16 كلم شمال مدينة الجديدة .وتوجد الأحواض الساحلية الأطلسية للجديدة وآسفي في الجنوب الغربي لحوض أم الربيع وتمتد على مساحة تبلغ أكثر من 13 ألف كلم مربع.