تندرج المشاريع الفلاحية الكبرى في إطار تنفيذ برامج مخطط «المغرب الأخضر» بإقليماخريبكة، الذي يتوفر على إمكانات طبيعية هائلة. وتشكل هذه المشاريع التي تهم تنمية سلسلات الزيتون، واللحوم الحمراء وتربية الماعز الحلوب، والتي رصد لها غلاف مالي إجمالي قدره 2،111 مليون درهم، جزء من الإستراتيجية الوطنية الجديدة الهادفة إلى الرفع من الإنتاج الفلاحي وتحديث أدوات الإنتاج، وهما الركيزتان الأساسيتان لمخطط «المغرب الأخضر». وقد عرفت المشاريع الطموحة المبرمجة في إطار المخطط بإقليمخريبكة دينامية حقيقية تشهد عليها النتائج المشجعة على مستوى ارتفاع المردودية وتحسن الجودة، وذلك بفضل المؤهلات الهامة التي يزخر بها الإقليم، خصوصا في قطاعي تربية المواشي وإنتاج الحبوب، وكذا نتيجة للجهود الحثيثة المبذولة من طرف الوزارة الوصية بمعية الفلاحين وباقي الشركاء. وتنضاف المشاريع الجديدة لتعزيز هذه الدينامية الكفيلة بإنعاش اقتصاد الإقليم وإحداث مناصب شغل إضافية بالعالم القروي، مرتكزة في ذلك على التوجهات المسطرة في إطار مخطط «المغرب الأخضر»، لاسيما تلك المتعلقة بالتجميع والتحويل وتثمين المنتوجات الفلاحية. وتأخذ هذه المشاريع، التي بلغ إنجاز البعض منها مرحلة متقدمة، بعين الاعتبار، الخصوصيات الفلاحية للإقليم الذي يزخر بمساحات زراعية وأخرى رعوية شاسعة، كما تزاوج بين الإمكانيات المحلية وأساليب الإنتاج الحديثة، التي تعتمد على المكننة واستعمال الشتلات والبذور المختارة والأسمدة والمبيدات في مجال الإنتاج النباتي، وتحسين الصفات الجينية للقطيع والاهتمام بالرعاية البيطرية واعتماد أساليب الاستغلال العصري في مجال الإنتاج الحيواني.وهكذا، فإن برنامجي تنمية سلسلتي الزيتون واللحوم الحمراء بإقليمخريبكة ومشروع تربية الماعز الحلوب بدائرة أبي الجعد، تعتبر تجسيدا بليغا للرؤية المعتمدة من طرف المديرية الإقليمية للفلاحة في إطار سعيها إلى بلوغ أهداف مخطط «المغرب الأخضر»، الذي يروم جعل هذا القطاع رافعة حقيقة للتنمية السوسيو-اقتصادية على الصعيدين المحلي والوطني. ومن أجل بلوغ هذه الأهداف الطموحة، انخرط إقليمخريبكة إلى جانب إقليميسطات وبنسليمان في تجسيد الرؤية الفلاحية المسطرة على مستوى جهة الشاوية، ورديغة في أفق سنة 2020، والتي تروم الرفع من مساهمة الجهة في الإنتاج الوطني بالنسبة لأهم السلاسل، علما أنها تساهم، حاليا، ب 22 في المائة من الإنتاج الوطني للحوم البيضاء، و11 بالمائة من اللحوم الحمراء، و13 بالمائة من الحبوب، و8 بالمائة من القطاني، و6 بالمائة من الخضروات، و5 بالمائة من الحليب، و2 بالمائة من الزيتون. وحرصا منها على تنفيذ البرامج المسطرة في إطار مخطط «المغرب الأخضر» على الوجه الأكمل، تراهن المديرية الجهوية للفلاحة على جعل استعمال الأسمدة يبلغ 46 ألف طن في أفق سنة 2020 عوض 34 ألف و600 طن حاليا، والانتقال بمعدل استعمال البذور المختارة من 30 ألف و700 طن حاليا إلى 47 ألف طن في أفق سنة 2020، إلى جانب تعميم السقي الموضعي على مساحة 21 ألف و600 هكتار عوض 4500 هكتار حاليا. ومن خلال تعزيز إنتاجيتها في مختلف السلاسل الفلاحية، فإن جهة الشاوية، ورديغة تتوخى، كذلك، الرقي بالمستوى السوسيو-اقتصادي للساكنة التي يعيش معظمها بالوسط القروي، لاسيما عبر إحداث 72 مليون يوم عمل بالقطاع الفلاحي في أفق سنة 2020 عوض 23 مليون يوم عمل حاليا، والانتقال بالصادرات الفلاحية من 10 آلاف طن إلى 70 ألف طن في أفق سنة 2020، بما من شأنه إحداث قيمة مضافة عالية. وسعيا منها إلى تحفيز الفلاحين على المساهمة الفاعلة في تحقيق هذه الغايات، انخرطت المديرية الإقليمية للفلاحة بخريبكة في القيام بسلسلة من الحملات التحسيسية وورشات التأطير التقني، التي تروم إرشاد الفلاحين وإطلاعهم على مختلف الأساليب والتقنيات المعتمدة في مجالي الإنتاج النباتي والحيواني، وذلك على ضوء البرامج المسطرة في إطار مخطط «المغرب الأخضر». وهكذا، نظمت المديرية العديد من اللقاءات التحسيسية التي ركزت فيها على سبل تنمية سلاسل اللحوم الحمراء وإنتاج الحليب والحبوب والزيتون، إلى جانب الاهتمام بالتقنيات الكفيلة بالرفع من حجم وجودة المحاصيل، لاسيما من خلال معالجة التربة وتزويدها بالأسمدة المناسبة والحرث المبكر ومحاربة الأعشاب الضارة ومكافحة الطفيليات والقوارض. كما تهدف هذه اللقاءات إلى التعريف بالطرق المناسبة لتخزين المحاصيل وتسويقها، إلى جانب دعوة الفلاحين للانخراط في تجمعات مهنية منظمة تتيح إمكانية الاستفادة من الإعانات التي تضعها الدولة رهن إشارتهم، وذلك بغية تحفيزهم على العمل المنظم والرفع من الإنتاجية. والواضح أن مختلف هذه البرامج والإجراءات التي تجسد الفلسفة التي يقوم عليها مخطط «المغرب الأخضر»، تسير نحو جعل جهة الشاوية،، ورديغة، وإقليمخريبكة على وجه الخصوص، مساهما حقيقيا في الإنتاج الفلاحي الوطني، ومن ثم جعل هذا القطاع الحيوي رافعة حقيقية للتنمية على مختلف الأصعدة.وتشكل هذه المشاريع تنزيلا لمخطط المغرب الأخضر على المستوى الجهوي، وتهدف إلى تطوير القطاع الفلاحي المحرك الأساسي للاقتصاد الوطني والذي يساهم بشكل كبير في تعزيز الناتج الداخلي الخام وخلق مناصب للشغل ودعم التصدير ومحاربة الفقر. وحسب وزير الفلاحة والصيد البحري السيد عزيز أخنوش فقد سجل الإنتاج الفلاحي، منذ البدء في تطبيق المخطط الأخضر، نموا بلغت نسبته 40 في المائة، كما ارتفعت نسبة استعمال البذور بنسبة 50 في المائة، والمكننة بنسبة 27 في المائة في كل ألف هكتار.