أكد رئيس الوفد البرلماني الأوروبي الذي قام بزيارة للعيون جيل بارنيو أن الاستثمارات الضخمة التي قام بها المغرب بالأقاليم الجنوبية من أجل النهوض بمختلف القطاعات الإنتاجية وتحسين إطار عيش الساكنة المحلية مكنت من تحقيق تنمية سوسيو-اقتصادية هائلة. وعبر بارنيو في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء عقب لقاء عقده الوفد الأوروبي أول أمس الأحد، مع عدد من المنتخبين بمقر بلدية العيون عن إعجابه بمستوى التنمية التي تحققت بالجهة في قطاعات الصيد البحري والبنيات التحتية والفلاحة والتعليم والسكن والقطاعات الاقتصادية والاجتماعية، وذلك بفضل مجهودات الدولة المغربية وبالانخراط القوي للساكنة الصحراوية التي تتطلع إلى مواصلة المسلسل التنموي مشيرا إلى أن هذه المجهودات التي بذلت منذ سنة 1975 جعلت من هذه المنطقة الصحراوية فضاء للتنمية والازدهار. من جهة أخرى أكد على أهمية مقترح الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية للمملكة باعتبار الحل الأمثل الذي من شأنه أن يساهم في تعزيز التنمية المحلية وتكريس الاستقرار بمنطقة الساحل والصحراء. وقد اطلع أعضاء الوفد الأوروبي خلال هذا اللقاء على المشاريع التنموية التي هي في طور الانجاز والهادفة إلى تعزيز البنيات الأساسية والمرافق السوسيو-اقتصادية وكذا على المجهودات المبذولة من أجل عصرنة وتطوير الموانئ وتأهيل القطاعات الإنتاجية وحماية القطيع والتخفيف من آثار الجفاف. وتتبع أعضاء الوفد، أثناء لقاء عقد بمقر الولاية في اليوم نفسه، عرضا قدمه المدير الجهوي للمكتب الوطني للصيد البحري بالأقاليم الجنوبية، خطاري زروالي، ركز خلاله على البرامج التنموية التي تم وضعها لتعزيز البنيات المينائية وتدبير الثروة السمكية وجعل القطاع قطبا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمنطقة. وأطلع زروالي الوفد البرلماني، في هذا السياق، على مشروع توسعة ميناء العيون بتكلفة بلغت 220 مليون درهم لتعزيز البنيات التحية بالميناء، وكذا إنجاز سوق للسمك بالمدينة يتوفر على تجهيزات حديثة تتعلق بمراقبة الجودة وفق مواصفات ومعايير دولية، مشيرا إلى أن هذا السوق يعد من أكبر الأسواق على المستوى الوطني. كما استعرض زروالي المشاريع التي هي قيد الانجاز والمتعلقة، على الخصوص، بإنجاز سوق للسمك بالداخلة وتوسعة ميناء المدينة بغلاف مالي يفوق 410 مليون درهم، فضلا عن إعادة تأهيل ميناء بوجدور بتكلفة رصد لها غلاف مالي يقدر ب347 مليون درهم وكذا إنجاز عشر قرى للصيادين بالأقاليم الجنوبية. وفي معرض إجابته عن أسئلة أعضاء الوفد الأوروربي، أكد زروالي أن كل المصايد ذات الطابع التجاري يتم تدبيرها وفق مخططات التهيئة لأجل الحفاظ على الثروة السمكية وذلك من خلال اتخاذ تدابير تتعلق بالراحة البيولوجية للأسماك وتحسيس مهنيي القطاع بأهمية عقلنة استغلال الثروات البحرية. وأضاف أن هذه المجهودات الرامية لتطوير القطاع ساهمت في خلق نسيج اقتصادي مكن من تشغيل يد عاملة مهمة وأعطى دفعة للتنمية المحلية. وقد تميز هذا اللقاء، الذي حضره والي جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء، خليل الدخيل، بتقديم عدد من العروض تهم مختلف المشاريع المنجزة في مختلف القطاعات. وتم التأكيد خلاله على أهمية العلاقات التي تربط المغرب بالاتحاد الأوروبي وتمت خلاله أيضا دعوة أعضاء الوفد البرلماني الأوروبي إلى نقل حقيقة ما عاينوه على أرض الواقع إلى البرلمان والرأي العام الأوروبي. وقام الوفد بإجراء لقاء مع فعاليات المجتمع المدني وزيارة لعدد من المنشآت والمشاريع السوسيو-اقتصادية بالمنطقة. يذكر أن الوفد الأوروبي الذي يتكون من برلمانيين من جنسيات وتيارات سياسية مختلفة حل الخميس الماضي بالمغرب في زيارة عمل تمتد خمسة أيام وذلك بهدف تعميق العلاقات بين الجانبين والاطلاع على المسلسل الديمقراطي الجاري في المغرب والتقدم الذي حققته المملكة في مختلف المجالات.