كتبت يومية «إل فوغليو» الإيطالية أن مخيمات تندوف، بجنوب غرب الجزائر، تعيش «مأساة تنذر بتداعيات خطيرة على استقرار مجموع منطقة شمال افريقيا»، مثيرة انتباه المجموعة الدولية إلى الخطر الإرهابي المتعاظم الذي يحدق بالمنطقة. ففي مقال تحت عنوان «جبهة البوليساريو، مركز جديد لتجنيد مقاتلي القاعدة في إفريقيا»، حذر الصحافي بيو بومبا، المتخصص في قضايا الدفاع، من خطر السلوك الانتهازي ل(تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي) الذي يحاول استغلال الوضع الحالي لتعزيز صفوفه عبر تجنيد مئات الشباب الصحراويين، ومنهم من حاول بلا جدوى التصدي لدكتاتورية محمد عبد العزيز.ودعا الكاتب المجموعة الدولية والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية الإنسانية إلى إجراء «تقييم لما يجري في منطقة الصحراء الشاسعة» من أجل تحديد الدور الذي تلعبه «البوليساريو» في هذه المنطقة التي «تحولت إلى ملتقى تزدهر فيه تجارة المخدرات والأسلحة، والتي تعرف تغلغلا لتنظيم القاعدة». واستحضرت الصحيفة ما جاء في تقرير نشرته مؤخرا مجموعة التفكير «كارنيجي إندوومنت» معتبرة أن الصحراء «منطقة معقدة يمكن أن تصبح سريعا مسرحا لأنشطة شبكات إجرامية وإرهابية تشكل تهديدا للساحل». وأضافت «إل فوغليو» أن «المناطق المتاخمة لجنوب الجزائر باتت خارج السيطرة وهي بصدد التحول إلى ساحة كبيرة لتجارة المخدرات والتهريب وحركة الأسلحة» ملاحظة أن «تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي يحاول في هذا السياق توسيع نفوذه في المنطقة». وأشارت اليومية إلى حالة البؤس المتفاقمة داخل مخيمات تندوف وغياب أي أفق سياسي واقتصادي ملاحظة أن المخيمات تعيش اليوم «أسوأ أزمة إنسانية في السنوات الأخيرة». ونقلت عن المحجوب السالك، القيادي السابق «للبوليساريو» ومؤسس حركة «خط الشهيد» قوله إن «مجموعة من مهربي المخدرات تضم طوارق وصحراويين وماليين، كانت وراء اختطاف الإيطالية روسيلا أورو، بمعية مواطنين غربيين، في أكتوبر الأخير بمخيم الرابوني»، قرب تندوف في الجزائر. وقد وجد مقال بيو بومبا صدى له على موقع وزارة الدفاع الإيطالية التي نشرته اليوم السبت ضمن عرضها اليومي لمواد الصحف.