أعلن محام تونسي أن الشيخ الذي «حرض» على «قتل» رئيس الوزراء التونسي السابق الباجي قايد السبسي (85 عاما) هو موظف بوزارة الشؤون الدينية التونسية «الأوقاف». وقال المحامي رضا بلحاج لتلفزيون «نسمة تي. في» التونسي الخاص ليلة الاثنين/الثلاثاء إن الشيخ يدعى حبيب بن الطاهر، وهو «موظف عمومي مكلف في وزارة الشؤون الدينية بتأطير الأئمة والوعاظ» بالمساجد التونسية. وبث التلفزيون مقطع فيديو ظهر فيه الشيخ المذكور وهو يخطب عبر مكبر صوت في مجموعة من الملتحين يرتدي أغلبهم ملابس أفغانية. وقال الشيخ في خطبته: «الموت للسبسي ولعصابة السبسي ولعصابة «الحبيب» بورقيبة «رئيس تونس الراحل» الذين يحلمون الآن»قبل أن يقاطعه الحاضرون مرددين بحماس «لا إلله إلا الله السبسي عدو الله». ومقطع الفيديو هو في الأصل جزء من خطبة ألقاها الشيخ حبيب بن الطاهر خلال مظاهرة نظمها سلفيون يوم الأحد الماضي بالعاصمة تونس للمطالبة «بجعل الشريعة الإسلامية المصدر الأساسي والوحيد» للدستور التونسي الذي سيكتبه المجلس الوطني التأسيسي. وقال حبيب الطاهر في هذه الخطبة إن «أتباع النظام البورقيبي حاربوا الإسلام وعلماء الإسلام.. بعد خروج المحتل «الفرنسي من تونس»، داعيا إلى أن «يثأر» لهؤلاء العلماء الذين «تم استئصالهم وتشريدهم». ويذكر أن السبسي تولى عدة حقائب وزارية، من بينها الداخلية، في عهد بورقيبة الذي حكم تونس في الفترة بين 1956 و1987. وتشن صفحات في موقع «فيسبوك» الإلكتروني للتواصل الاجتماعي «محسوبة على تيارات إسلامية تونسية» هجوما على السبسي إثر دعوته أحزاب المعارضة التقدمية والوسطية في تونس إلى «التوحد» من أجل خلق «توازن سياسي» مع الإسلاميين. وجاءت الدعوة خلال مشاركة السبسي في تجمع شعبي نظمته «الجمعية الوطنية للفكر البورقيبي» «غير حكومية» يوم السبت الماضي بمدينة «المنستير»، مسقط رأس الحبيب بورقيبة. شارك في هذا التجمع، بحسب منظمين، 52 حزبا معارضا وأكثر من 500 جمعية غير حكومية وحضره نحو 10 آلاف شخص. وذكر المحامي رضا بلحاج لتلفزيون «نسمة تي.في» أن ما ورد في خطبة الشيخ حبيب بن الطاهر «جريمة يعاقب عليها القانون» التونسي لأنه «دعا الناس إلى التباغض فيما بينهم وإلى ارتكاب جرائم». وقال إن السبسي «أصبح مهددا في سلامته الجسدية» وأنه «يمكن أن نرفع دعوى لدى النيابة العمومية لتتبع المعني بالأمر «الشيخ حبيب بن الطاهر». يشار إلى أن السبسي ترأس ثاني حكومة انتقالية في تونس بعد الإطاحة بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي الذي هرب إلى السعودية في 14 يناير.