أنهى فريق من الباحثين مغاربة وإسبان في علوم الآثار والتراث مؤخرا أبحاثه وتنقيباته الأثرية بموقع «تاكاوست» لقصابي (12 كلم جنوب غرب كلميم). وتندرج هذه الأبحاث التي تدخل في إطار التعاون بين المغرب واسبانيا في إطار استكمال العمل الميداني الذي تم الشروع في إنجازه بحوض وادي نون من منبعه إلى مصبه منذ 1995. وأبرز يوسف بوكبوط الذي يترأس البعثة الأثرية المغربية الاسبانية في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن الفريق الأثري أصبح، بعد تحديده لمصادر المياه التي كانت تزود آنذاك مدينة «تكاوست «، على وشك ضبط النطاق الجغرافي للمدينة الذي سيساعد في أبحاث مستقبلية على التعرف على مركزها وأحيائها التي كانت تزاول بها مختلف الأنشطة الاقتصادية و الإدارية. وأضاف بوكبوط الأستاذ الباحث بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث بالرباط أن النتائج الأولية للأبحاث الأثرية بهذه المدينة التي كانت في العصور الوسطى مركزا للقوافل التجارية العابرة للصحراء أسفرت عن تحديد ثلاث مستويات من السكن على فترات زمنية متعاقبة من الأعلى إلى الأسفل (ما بين القرنين 16 و14 الميلاديين) واكتشاف جزء من سور. وأوضح السيد بوكبوط أن معرفة ما إذا كان هذا السور لإحدى القصبات الأربع التي كانت تحيط بالمدينة وفقا لكتابات المؤرخين والجعرافين العرب، سيتم بعد دراسة اللقى الأثرية ومطابقة ذلك مع الصور الجوية وصور الأقمار الاصطناعية. وكان المسح الأثري الذي غطى حوض وادي نون منذ 1995 على طول 150 كلم قد مكن من اكتشاف أزيد من 400 موقع يكتسي أهمية أركيولوجية وإثنوغرافية يمتد تاريخها ما بين فترة ما قبل التاريخ والعهد الإسلامي. ومن أبرز المواقع التي شملها البحث من طرف البعثة المغربية الإسبانية، «ادرار زرزم» بمنطقة تغجيجت (حوالي 80 كلم شمال شرق كلميم) الذي يضم نقوشا صخرية ومقابر جنائزية ترجع لفترة ما قبل التاريخ و»تيكمي اوكليد» (دار السلطان) وهي قصبة موحدية تطل على واحة نفس المنطقة وموقع نول لمطة باسرير (12 كلم شرق كلميم) الذي صنفته المصادر التاريخية من أقدم المراكز الحضرية في الجنوب المغربي فضلا عن المخازن الجماعية بقرية أمتودي (120 كلم شمال شرق كلميم) التي يعود تاريخها إلى القرن الرابع عشر الميلادي. وللإشارة فإن الأبحاث الأثرية المغربية الاسبانية التي همت منطقة لقصابي ما بين 12 و19 مارس الجاري تمت بشراكة وتنسيق مع جمعية «تكاوست» للتنمية.