حل بمدينة كليميم يوم العاشر من الشهر الجاري فريق من الباحثين المغاربة و الأسبان للبحث في الآثار و التراث الذي تعرفه منطقة واد نون على اعتبار كونها منطقة كانت جد نشطة خاصة في ما كان يعرف بتجارة القوافل هذا النشاط الذي يربط شمال القارة الإفريقية بجنوبها و كانت منطقة واد نون هي النقطة أو المنطقة الهامة التي تعرف اكبر تجمع قبل الانطلاق شمالا أو جنوبا . و قد شرع هذا الفريق و الذي يقيم حاليا بأحد دور الضيافة بواحة تغمرت في عمله يوم أمس الاثنين ، و تهم هذه الأبحاث و التي ستتواصل إلى غاية 21 من شهر مارس الجاري ، كل من منطقة لقصابي تكوست ، و المنطقة الواقعة بين فاصك و تيمولاي ( اغرم ايكيزولن ) ، علما بان الفريق قد سبق له زيارة المنطقة خلال السنة الماضية في نفس المهمة وكان عمله آنذاك هم بالخصوص منطقة نول لمطة بواحة اسرسر و منطقة فم وادي اساكا . و للإشارة فان الموقعين لهما أهمية بالغة من الناحية الاركيولوجية ، فحسب المسح الأثري الذي غطى حوض وادي نون منذ 1995 على طول 150 كلم قد مكن من اكتشاف أزيد من 260 موقعا ذا أهمية اركيولوجية واثنوغرافية يمتد تاريخها ما بين فترة ما قبل التاريخ والعهد الإسلامي. هذا بالإضافة إلى أن البحث المغناطيسي الذي اجري بالمنطقة بمساعدة مهندسين و خبراء ، ابرز وجود شوارع وبنيات اركيولوجية مغمورة تحت الأرض في منطقة اسرسر، أما منطقة فم وادي اساكا و الذي كان يعد المنفذ الوحيد بالمنطقة للتبادل التجاري عبر البحر فكان يوجد به معمل لإنتاج صباغة من نوع خاص كان يستعملها آنذاك الملوك و السلاطين و كبار التجار لطلاء قصورهم و منازلهم الفخمة . ينضاف إلى كل هذه الأبحاث الأثرية أبحاث أخرى قد أجريت في وقت سابق عبر كشف جوي و مسح شمل منطقة وادي نون ، و الذي أكد بالملموس وجود العديد من المعادن الثمينة .