تدخل ألعاب القوى المغربية اختبارا جديدا ستحاول من خلاله إثبات التفوق التاريخي على الصعيد العربي، وذلك عندما يشارك 6 عدائين و4 عداءات يمثلون المغرب في بطولة العالم لألعاب القوى داخل القاعة بمدينة إسطنبول بتركيا. وبالرغم من العدد المحدود للعناصر المشاركة في التظاهرة، وانحصارها في مجموعة من السباقات دون حضور في باقي الألعاب، ستحاول بعثة المنتخب المغربي الدفاع عن حظوظها، على أمل تحقيق نتائج إيجابية والإستعداد الجيد قبل الدخول في منافسات دورة الألعاب الأولمبية لندن 2012. تتمثل المشاركة المغربية في أسماء معروفة ووازنة كعبد العاطي إيكيدير وأمين لعلو عزيز أوهادي ومحسن الأمين ومحمد مستاوي وسفيان بوقنطار، وابتسام لخواض وسهام الهلالي ومليكة العكاوي ومريم السلسولي. أسماء تهدف من خلال مشاركتها ببطولة إسطنبول بمحو الآثار السوداء التي خلفتها مشاركة المغرب ببطولة العالم الأخيرة بدايغو، عندما لم تتمكن الأسماء المغربية من بلوغ الذهب أو الفضة أو حتى النحاس في البطولة العالمية، ولن ننسى أن المشاركة المغربية بالنسخة السابقة بالدوحة لم تكن هي الأخرى كما كان منتظرا. وعليه فان الفرصة أمام الكتيبة المغربية متاحة لتعويض الخيبة والعودة إلى التوهج والإعداد الأمثل. بطولة ألعاب القوى داخل القاعة لن تكون فرصة للتعويض فحسب. بل إن العناصر العشرة ستحظى بإمكانية الاستعداد المثالي لدورة يحلم أي عداء أو عداءة بصعود منصاتها، أو ملامسة ذهبها وفضتها ونحاسها. إنها الأولمبياد ومهد أم الألعاب. فمجموعة من الأسماء الممثلة للمنتخب الوطني ستكون ضمن الوفد المغربي المشارك بدورة الألعاب الأولمبية بلندن، وبالتالي فإن الظهور بمظهر مشرف ببطولة العالم داخل القاعة، والمرتبط بالمستوى التي ستقدمه العناصر العشرة التي يبدو أنها مستعدة للدفاع عن أسمائها .. سيكون ردا لاعتبار لألعاب القوى المغربية التي تراجعت بشكل ملحوظ، وتعويض عما فات من خيبات وانتكاسات، ومحطة إعدادية في الطريق نحو المنصات الأولمبية. لكن علينا أن لا ننسى كيف أن العداء عبد العاطي ايكيدر كان الوحيد الذي حافظ على ماء وجه ألعاب القوى المغربية بالدورة الأخيرة بقطر، عندما كان الوحيد الذي اعتلى منصة التتويج بحصوله على الميدالية الفضية في سباق 1500م. كيف خرج كل من يحيى بنرابح في الوثب الطولي وحليمة حشلاف في مسابقة 800م من الدور الأول، بينما حل هشام بيلاني في المركز السابع في نهائي 3000م، وأمين لعلو خامساً في نهائي 1500م. كما ان نفس التساؤل يطرح بخصوص مشاركة لعلو في مسابقة 1500م بدل 800م، حرمت المغرب من مشاركة عداء إضافي (ياسين بنصغير)، والذي حقق نتائج جيدة في الملتقيات الدولية، مع العلم أن الحضور المغربي آنذاك انحصر في أربعة عدائين وعداءة لا غير. هي أخطاء لا يجب تكرارها بإسطنبول للحفاظ على سمعة المغرب على الصعيد العربي، وإحياء سمعة ألعاب القوى المغربية على الصعيد العالمي، خصوصا عندما يتعلق الأمر بسباقات المسافات الطويلة. هذه البطولة وعلى مدار النسخ ال 13 الماضية، منحت المغرب 15 ميدالية (5 ذهبيات و4 فضيات و6 برونزيات). وكانت إيذانا بميلاد الأبطال المغاربة. فالكل يتذكر ما فعله العداء المغربي هشام الكروج في بطولة العالم داخل القاعة 1995 ببرشلونة، لقد كان فوزه بسباق 1500م إعلانا عن بوزغ بطل مغربي عاد للتألق من جديد بعد سنتين وفي نفس المسافة في دورة باريس، ولم يكتف أسطورة ألعاب القوى المغربية بذلك، إذ عاد للظهور في لشبونة 2001 كبطل الأبطال في سباق 3000م، معززا بذلك رصيده الشخصي في بطولات القاعات إلى 3 ميداليات ذهبية .. الكل يتذكر ظهور سعيد عويطة بطلا للعالم في نسخة 1989 ببودابست في مسافة 3000م .. وحسناء بنحسي في 2001 بلشبونة البرتغالية بطلة للعالم في سباق 1500م. إذن .. فلتعمل هذه المجموعة على إعادة الماضي الجميل، ماضي الكروج وعويطة وبنحسي وآخرين، ورسم حاضر مشرق لمستقبل أكثر إشراقا في الأولمبياد القادم.!!!