كشفت الباحثة في مجال التسمم الدوائي بمركز محاربة التسمم واليقظة الدوائية غزلان جلال، يوم الخميس الماضي بالرباط، عن حصول 69 حالة وفاة نتيجة التسمم بمواد تنظيف منزلية ما بين 1980 و2010. وأشارت جلال، في مداخلة لها خلال اليوم الوطني حول «التسمم بمواد التنظيف المنزلية»، إلى أن دراسة استعادية أنجزها المركز عن ثلاثين سنة مضت أظهرت حصول 69 حالة وفاة بسبب التسمم بمواد التنظيف المنزلية، موضحة أن هذا الرقم يظل مرتفعا مقارنة بإحصاء أنواع السموم الأخرى الأجنبية. وسجلت أن (حمض الهيدروكلوريك) أو (روح الملح) مسؤول عن 83 في المائة من حالات الوفيات الناجمة عن التسمم بمنتجات التنظيف المنزلية، موضحة أن الأطفال من سنة إلى أربع سنوات تمثل الفئة العمرية الأكثر تضررا. وأضافت أن مادة التبييض (ماء جافيل) يمثل مادة التنظيف المنزلي الأكثر تسببا لحالات التسمم بنسبة 70.1 في المائة، يليه (حمض الهيدروكلوريك) ب23.8 في المائة. وأوضحت الباحثة أن المركز الوطني لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية يتوخى، من خلال تنظيم هذا اليوم، التعريف من جهة بالوضع الوبائي لهذه التسممات، ووضع لائحة بالمواد المتسببة لهذه الحالات، خصوصا المواد الحارقة التي تطرح مشكلة كبيرة، إلى جانب وضع استراتيجية فعالة للتحسيس من جهة ثانية. ومن جانبها، أكدت رئيسة الجمعية المغربية لعلم السموم السريرية والتحليلية، الدكتورة نعيمة غالم، أن الجمعية شجعت على الدوام هذه الأنواع من التظاهرات التي تمكن من تسليط الضوء على المشاكل الحقيقية للتسمم في المغرب، مضيفة أن اليقظة والرصد وأيضا تحسيس الساكنة وسائل أساسية من شأنها محاربة هذه الظاهرة. وبدوره، أشاد المندوب الجهوي لوزارة التجارة والصناعة حسن جلال بالجهود المبذولة من قبل المركز في مجال المراقبة المتصلة بحماية صحة وسلامة المواطنين، وذلك من خلال تنظيم مثل هذه اللقاءات، مع التركيز على مقتضيات القانون رقم 24-09 المتصل بسلامة المواد والخدمات والذي سيدخل حيز التنفيذ ابتداء من 22 مارس الجاري. وأوضح جلال أن المنتجين والمستوردين سيكونون من الآن فصاعدا ملزمين باحترام أمور كثيرة من بينها خصائص المنتج وتقديم علامته ولاصقة المعلومات المصاحبة له مرفقة بمختلف التحذيرات المختلفة وكذا التعليمات المتعلقة باستخدامه والتخلص منه. وشكل هذا اليوم الوطني، الذي نظمه مركز محاربة التسمم واليقظة الدوائية بشراكة مع الجمعية المغربية لعلم السموم السريرية والتحليلية، مناسبة لتحفيز النقاش الوطني حول وضع لائحة بمواد التنظيف المنزلية، ووضع وإعداد استراتيجية جيدة للتحسيس. وكان مركز محاربة التسمم واليقظة الدوائية قد نظم في سنة 2011 ثلاثة أيام علمية حول «محاربة لدغات البعوض والعقارب» و»المبيدات الحشرية والصحة.. من التشخيص إلى تدبير المخاطر» و»مشكل التسمم بلدغات الأفاعي».