اختتمت يوم الجمعة الماضي ببني ملال فعاليات الندوة الوطنية التي أقيمت على مدى يومين، حول موضوع « السينما والأدب» بحضور حشد من الفنانين والنقاد والأساتذة الجامعيين والطلبة والمهتمين بالفن السابع. وأجمع عدد من النقاد والمتابعين أن تحويل الروايات إلى أعمال سينمائية عمل إبداعي شاق يتطلب اعتماد آليات جمالية وسينمائية خاصة يتم من خلالها ترجمة النص المكتوب إلى نص مرئي بشكل يحافظ على رؤيته الجمالية، موضحين في هذا السياق أن الاقتباس لا يعني البتة استنساخ الرواية في العمل السينمائي، إلى درجة قد يحصل معها التباين في بعض الحالات بين العملين الأدبي والسينمائي، وذلك بسبب تعقد هذه العملية التي تتطلب رؤية فنية وإخراجية إبداعية وسينمائية تراعي خصويات العالمين. وفي هذا السياق أوضح المخرج محمد عبد الرحمان التازي، ردا على الملاحظات التي طالت فيلمه «جارات أبي موسى»، الذي عرض بالمناسبة نقلا عن رواية لأحمد التوفيق، أن العمل السينمائي يحتاج، لتجسيد الرواية في فيلم، إلى عدة أدوات فنية ومهارات تقنية وإخراجية لجعل المتلقي يعيش عمق اللحظة، خصوصا إذا كان الأمر يتحدث عن مراحل تاريخية. وأوضح أن الرواية تتيح تعدد القراءات حسب أفق الانتظار الذي قد يختلف بين التلقي الروائي والتلقي السينمائي للعمل الفني المقتبس، وذلك بسبب اختلاف مرتكزات العالمين النصي والمرئي. ومن جهة ثانية أبرز المتدخلون أن الاقتباس يعد وسيلة من وسائل الإبداع السينمائي تتيح للمخرج بناء رؤيته وتمثله الخاص للرواية التي يقتبسها شريطة عدم الانفصال الكلي عن مضمونها سواء كان تاريخيا أو دراميا أو اجتماعيا أو دينيا. وكانت الندوة المنظمة من طرف الجمعية المغربية لنقاد السينما ومركز الأبحاث التطبيقية حول المتخيل والتراث بتعاون مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال؟ التابعة لجامعة السلطان مولاي سليمان، قد اختارت موضوع الاقتباس من الأدب من خلال عدد من القضايا من قبيل «الاقتباس بين الأدبية والسينما توغرافيا» و»الرواية والسينما أو اللذة المعكوسة» و «من الكتابة إلى الشاشة»؟ و»من الفكر إلى الصورة» و»شعرية الكتابة بين الرواية والسينما». وتم خلال هذه التظاهرة الثقافية عرض شريطين يحملان على التوالي عنواني «بداية ونهاية» للمخرج صلاح أبو سيف» عن رواية لنجيب محفوظ؟ و»اسم الوردة» لجان جاك آنو عن رواية أمبرطو إيكو، بالإضافة إلى شريط «جارات أبي موسى» لمحمد عبد الرحمان التازي.