فوز صغير وغير مقنع للأولمبيين ضد نادي فيتيس أرنهيم الهولندي فاز المنتخب الأولمبي المغربي لكرة القدم على فريق فيتيس أرنهيم الهولندي بهدف نظيف في المباراة الودية التي جمعتهما أول أمس الثلاثاء بالملعب الكبير بمدينة مراكش. وجاء الهدف الوحيد في اللقاء الذي كان تكتيكيا وغابت عنه التقنيات والإندفاع البدني من الجانبين، بعد مجهود فردي للاعب فريق نيم الفرنسي ياسين حدو (د 73) توجه بقذفة أرضية من على بعد 30 مترا. وتحمل أشبال الأطلس الضغط الذي مارسته عناصر الفريق الهولندي الذي يعود تأسيه إلى سنة 1892، منذ بداية المباراة وكانوا على وشك تلقي أهداف في ثلاث مناسبات لكن حارس فريق الوداد البيضاوي، ياسين بون كان الاسم الأكثر ظهورا في صفوف الأولمبي المغربي في كل مرة يتدخل بنجاح لإنقاذ مرماه. ومع توالي الدقائق بدأت عناصر المنتخب الأولمبي تستعيد توازنها وتفرض أسلوب لعبها، إلا أنها أبانت عن محدودية على مستوى الهجوم، بسبب الصراع الذي كان منحصرا في وسط الميدان والحيطة والحذر التي طبعت الدفاع. وبدا أن النادي الهولندي الذي خاض المباراة بتشكيلة احتياطية نظرا للالتزام ابرز عناصره بالمشاركة في لقاءات ودية مع منتخباتها، غير أن ذلك لم يمنع لاعبيه من محاولة إثبات قدراتها على حساب «أشبال الأطلس»، على اعتبار أنها ستكون فرصة مواتية لإقناع المدرب فان دان براون بإمكانياتهم، في ظل الانضباط التكتيكي الذي كان السمة البارزة للزوار الذين حاولوا في أكثر من مناسبة معانقة شباك بونو، هذا الأخير تألق في الشوط الأول وأبعد ثلاث كرات خطيرة. وكانت التغييرات التي قام بها فيربيك مطلع الشوط الثاني أمام تحسن مستوى العناصر الوطنية، غير أن ذلك لم يمنع الفريق الهولندي من أخذ احتياطاته، لتأتي الدقيقة 73 ويحرر الهدف الذي سجله ياسين حدو اللاعبين المغاربة من الضغط النفسي، حيث باتوا أكثر اندفاعا وتهديدا لمرمى الخصم، الذي يتوفر على جدار دفاعي قوي ومنظم. وكاد ياسين لكحل أن يضيف هدفا ثانيا مستغلا سرعته الفائقة في الاختراق حيث فاجأ دفاع فريق فيتيس أرنهيم وحاول القذف من زاوية صعبة، وهي الفرصة التي كانت ستعطي أكلها لو تمكن لاعب غينغامب الفرنسي، رشيد عليوي الذي كان وحيدا أمام شباك فارغة من الكرة التي صدها الحارس الهولندي. وخطفت المقاعد الفارغة انتباه المشاهدين بعدما لم يتجاوز عدد الحاضرين بعض عشرات قاوموا البرد من أجل متابعة المنتخب الأولمبي، وذلك رغم أن المسؤولين قاموا قبل انطلاق النصف الثاني من اللقاء بفتح أبواب الملعب مجانا، علما أن اللقاء عرف حضور أسماء من الفريق الوطني، إذ التقطت عدسات الكاميرا مشاهد لكل من المهدي بنعطية وعادل هرماش وعبد الحميد الكوثري على المدرجات. وتدخل هذه المباراة في إطار استعدادات العناصر الأولمبية في أفق المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية، والتي ستحتضنها لندن في الفترة الممتدة ما بين من 27 يوليوز إلى 12 غشت المقبلين بلندن، خاصة وأنها وقتها يتزامن مع آخر مواعيد الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) قبل انطلاق أولمبياد لندن في الصيف. وكان المنتخب الأولمبي المغربي كان قد ضمن تأهله إلى أولمبياد لندن بعد تغلبه يوم ثامن دجنبر الماضي على نظيره المصري (3-2) في نصف نهاية بطولة إفريقيا لأقل من 23 سنة التي جرت منافساتها بمدينتي طنجة ومراكش، وخسر «أشبال الأطلس» لقبها لصالح المنتخب الغابوني ب(3-1). ويشارك المغرب للمرة السابعة في الألعاب الأولمبية بعد دورات طوكيو 1964 وميونيخ 1972 ولوس أنجليس 1984 وبرشلونة 1992 وسيدني 2000 وأثينا 2004، علما بأنه كان قد تأهل لدورة مكسيكو 1968، لكنه قاطعها بعد أن أوقعته القرعة مع المنتخب الإسرائيلي في مجموعة واحدة، وتم تعويض الفريق المغربي بمنتخب غانا. قالوا: بيم فيربيك (المشرف العام على المنتخبات الوطنية) قال مدرب المنتخب الأولمبي المغربي لكرة القدم، الهولندي بيم فيربيك، أن اللقاء الذي خاضه المنتخب الأولمبي المغربي بالملعب الكبير بمراكش، ضد فريق فيتيس أرنهيم الهولندي يعد محكا جيدا للاعبين المغاربة. وأوضح فيربيك، خلال ندوة صحفية عقدها بمعية مدرب الفريق الهولندي عقب المباراة، أن خطوط الفريق لم تكن منسجمة خلال ال15 دقيقة الأولى ولم يخلق سوى فرص قليلة للتسجيل إذ لم يتمكن من إبراز مؤهلاته التقنية والبدنية إلا بعد مرور أزيد من 20 دقيقة من الشوط الأول، حيث بدأ يفرض أسلوب لعبه والسيطرة على مجريات اللعب. وأضاف فيربيك أن الفريق الخصم كان يتميز بلعب جيد كونه يجمع بين المدرستين الأوروبية والأمريكية اللاتينية، مشيرا إلى أن المباراة كانت على العموم بمثابة اختبار حقيقي للاعبي المنتخب المغربي. كما عبر المدرب الهولندي عن تفاؤله الكبير للفرصة التي ستتيحها للعناصر الأولمبية المشاركة في الدوري الدولي المقرر بمدينة تولون الفرنسية أواخر شهر المقبل للانسجام أكثر. حميدو الوركة (مساعد مدرب المنتخب الأولمبي) قال حميدو الوركة المدرب المساعد للمنتخب الأولمبي، أن المباراة الودية أمام فيتيس الهولندي شكلت فرصة لكسب المزيد من الانسجام بين اللاعبين في انتظار الدوري الدولي الودي المقرر بفرنسا. وأضاف الوركة أن نهائيات الألعاب الأولمبية تفرض اختيار 18 لاعبا فقط وهو ما جعل الطاقم التقني يركز على أن تكون نسبة مهمة من اللاعبين لديهم ميزة لاعب متعدد الاختصاصات، وهو ما تفوقت فيه العناصر الوطنية في مباراة اليوم. وعن استدعاء اللاعبين الأولمبيين للمنتخب الأول ومدى تأثيرها على مستوى الأولمبي، قال مساعد المدرب إن المنتخب لا يتوقف على بعض العناصر، معتبرا بالمقابل التحاقهم بالكبار نقطة إيجابية سيستفيد منها المنتخب الأولمبي. فان دان براون (مدرب نادي فيتيس أرنهيم الهولندي) أعرب مدرب فريق فيتيس أرنهيم الهولندي، فان دان براون، عن امتنانه للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على الدعوة التي وجهتها للفريق للمشاركة في هذه المباراة الودية التي وصفها بالممتازة. وقال فان دان براون إن هذه المباراة شكلت محكا حقيقيا لفريقه الشاب، معتبرا في الوقت ذاته أنها تجربة ناجحة للاعبين فتيان متمنيا للفريق الأولمبي المغربي المزيد من التألق وأوفر الحظوظ في دورة الألعاب الأولمبية لندن 2012.