«علامة الدار على باب الدار»، هذا ما يوحي به المظهر الخارجي لمستشفى محمد الخامس بمدينة مكناس، بحيث تنتشر الأزبال ويغيب الاهتمام بالبيئة وبجمالية المواقع المقابلة لواجهة المستشفى ومداخله، فالأسوار تتراكم بجانبها الأزبال بشكل مخيف، خصوصا على الجهة الشمالية التي أصبحت مزبلة تطرح بها مختلف النفايات والمتلاشيات ومخلفات البناء.. الأرصفة مهترئة وتوحي حالتها بالبؤس، أما الواجهة فكأنها مدخل سجن عسكري، فالنباتات مهملة، والأزبال منتشرة في كل الأركان، وحراس الأمن يقفون في الغالب لشتم الزوار والمرضى على السواء، حتى النساء المسنات لا تسلمن من شتائمهم التي تمس حتى رب العباد. وعلى بعد حوالي عشرة أمتار من الباب الرئيسي تتسرب مياه عادمة تنتشر روائحها الكريهة في المكان الذي يصير ملجأ للزوار البعيدين عن المدينة، وتتسرب أيضا من سور المشفى مياه مجهولة المصدر أثارت تشققات بالسور منذ عدة شهور دون أي تدخل، فالسوائل العادمة ومصدرها مقهى بالمستشفى، تنتشر في المكان على طول عشرات الأمتار بجانب الطريق مثيرة استنكار واستهجان المارة والزوار، ومخلفة انعكاسات بيئية واضحة. الحالة الخارجية للمستشفى ومحيطه لا تسر عدوا ولا حبيبا، وما تؤكد سوى كون ما يروج بالداخل أسوأ من الخارج، فالمعهود أن يكون الجمال خارجيا للتغطية على حقائق الأمور، بينما بمستشفى محمد الخامس بمكناس، قد يدفعك المظهر الخارجي لإعادة النظر في فكرة الولوج، فالصدمة قد تكون بوقع كبير.