منح الإتحاد الدولي لكرة القدم مهلة لمدة 48 ساعة للجامعة النيجيرية من أجل التراجع عن القرار الذي اتخذه الرئيس جوناثان جودلاك باستبعاد من منتخب النسور الخضراء من البطولات الدولية لمدة عامين عقب الخروج المبكر من منافسات مونديال جنوب إفريقيا. وقد اعتبر قرار الرئيس النيجيري صادما بالنسبة للأوساط الكروية الدولية وخاصة الفيفا التي حذرت في وقت سابق من أي تدخل سياسي في شؤون كرة القدم بالبلاد، ذلك أن التدخل الحكومي في مثل هذه الحالة قد يؤدي على إلغاء عضوية الإتحاد النيجيري لدى الفيفا. ومثل هذه القرارات ليست غريبة على القارة السمراء، فقد سبق للرئيس الليبي معمر القذافي أن جمد نشاط منتخب بلاده لمدة سنتين دون أن يفرز ذلك نتائج ملموسة، حيث ظل حال المنتخب الليبي كما هو باستثناء مشاركة قارية في كأس أمم إفريقيا للأمم بمصر سنة 2006. كما يتذكر الجميع ما قام به الرئيس الإيفواري بحلق شعر جميع لاعبي منتخب بلاده وحبسهم في إحدى التكنات العسكرية بالعاصمة أبيدجان، وهو قرار لم يكن سليما بقدر ما عرض الرئيس إلى انتقادات شديدة اللهجة من الفيفا، وها هي الكوت ديفوار غم توفرها على أفضل اللاعبين على الصعيد الإفريقي مازالت تطارد اللقب القاري منذ دورة السينيغال 1992. نيجيريا بقرارها هذا قد تساهم في تأزم وضيعة كرة القدم بهذا البلد الذي يعد من بين الدول الأكثر سكانا على صعيد القارة السمراء، خاصة أن العواقب التي يمكن أن تصدر عن الفيفا لاتستثني المنتخب لوحده، بل أنها تسري على جميع الأندية في المنافسات الإفريقية، وهذا في حد ذاته خسارة لهذه الفرق الذي تعتبر مثل هذه البطولات هي السوق الحقيقية لبيع منتوجها الكروي لكي تنعش ميزانياتها في ظل التهميش الذي تعاني منه من طرف الجامعة النيجيرية. كما أن هذا القرار من شأنه أن يعزل كرة القدم النيجيرية عن بقية العالم، وسيعرقل عملية الإصلاح والمزيد من التطوير والتنمية لفترة طويلة، خاصة أن هذه اللعبة بهذا البلد تحظى بشعبية كبيرة بين الأوساط الفقيرة، وأن أي قرار من هذا القبيل ستكون له انعكاسات اقتصادية كبيرة على أغلب الفرق المحلية. وبسب هذا الإنتهاك الصارخ في نظام الفيفا، فقد بدأت هذه الأخيرة منذ إعلان رئيس جوناثان جودلاك عن قرار الإستبعاد بالبحث عن إيجاد بديل لنيجيريا لاحتضان نهائيات كأس إفريقيا للشباب، وهذا دليل على أن الإتحاد الدولي جاد في عزل هذا البلد رياضيا. فالفيفا حذرت في أكثر من مناسبة من تدخل السلطات الحكومية في الرياضة، أي انه لا يمكن للسياسة أن يكون لها ثأثير على الجانب الرياضي، على اعتبار أن ذلك يضع مستقبل كرة القدم بأكمله في خطر، وبالتالي يعرضها لمزايدات تزيد من مشاكلها ولا تعمل على إصلاحها وتطويرها. ما وقع بنيجيريا لايمكن أن ينسينا ما قام به البرلمان الفرنسي من استدعاء لمدرب المنتخب رايمون دومنيك ورئيس الجامعة إسكاليت لقبة البرلمان لإستجوابهما حول تداعيات المشاركة المذلة لفرنسا في المونديال، خصوصا بعد الخلافات العلنية التي وقعت بين اللاعبين. وكان رئيس الفيفا قد حذر باتخاذ عقوبات صارمة بحرمان منتخب فرنسا هو الآخر من المشاركات الدولي في حال تدخل السلطات الحكومية في إدارة كرة القدم بهذا البلد. إذا، فالشعار العام للفيفا واضح في هذا الباب، أي فصل السياية عن الرياصة، رغم أن كونهما لعبة، وإن كانت الأولى تعتمد على الدهاء والمكر وتدوس على الأخلاق، فإن الثانية تقوم على المهارات الفردية واللياقة البدنية العالية والأخلاق النبيلة، وإن كانت الرياضة في بعض الأحيان سببا في حل العديد من النزاعات السياسية بين البلدين.