تحتضن مدينة مكناس يومي 24 و 25 من شهر فبراير الجاري، فعاليات الدورة الأولى للمهرجان الوطني لفن عيساوة، تحت شعار «التراث دعامة أساسية للجهوية المتقدمة»، وذلك بقاعة الفقيه محمد المنوني التابعة للمديرية الجهوية للثقافة بمكناس، ابتداء من الساعة السادسة ونصف مساء. وكشف منظمو المهرجان، في ندوة صحفية عقدت أول أمس الثلاثاء بقاعة الاجتماعات للمجلس الجهوي مكناس- تافيلالت، عن مضامين البرنامج الفني المتنوع، حيث ستشارك في فعاليات المهرجان أزيد من 13 طائفة عيساوية قادمة من مدن فاس، مكناس، سلا ووزان، إضافة إلى الفنان عبد الرحيم الصويري واوركسترا العسري. كما ستنظم في إطار فعاليات الدورة الأولى للمهرجان ندوة فكرية حول موضوع «أشكال التعبير الشعبي بالحاضرة الإسماعيلية- الطريقة العيساوية نموذجا- يؤطرها كل من الأساتذة محمد أمين، مصطفى بنفايدة، مولاي الحسن البويحياوي الإدريسي، ومحمد أمين العلوي وذلك يوم السبت 25 فبراير الجاري، على الساعة الثالثة بعد الزوال، بقاعة الاجتماعات التابعة لمقر مجلس جهة مكناس تافيلالت. بينما سيشهد رواق قاعة المنوني معرض تشكيلي للفنان العالمي امحمد جاكي بلحاج. من جهة أخرى، صرح رئيس مجلس جهة مكناس – تافيلالت، سعيد شباعتو، بأن تنظيم هذا المهرجان جاء للتعريف بالفن العيساوي بمكناس، وتسليط الضوء على التنوع الثقافي والفني الذي تزخر به هذه المدينة، وتمكينها من مهرجان قائم بذاته على تاريخ وتراث الجهة. ويتوخى المنظمون أن يصبح هذا المهرجان عرفا وتقليدا سنويا وقبلة فنية وموسيقية أصيلة، وأن يسجل حضوره ضمن المهرجانات الوطنية ذات الصيت والشهرة داخليا وخارجيا، بهدف توسيع دائرة الاهتمام بالتراث العيساوي وجعله يحظى بالمكانة التي يستحقها ضمن الثقافات العالمية. ويطمح المنظمون إلى الرقي به من مهرجان وطني إلى مهرجان ذو إشعاع دولي، خاصة مع تزايد أعداد الفرق الأجنبية المهتمة بهذا الفن الأصيل. وفي هذا الصدد، قالت المديرة الفنية للمهرجان، ماجدة اليحياوي، أن المهرجان يهدف إلى إعادة المكانة لفن العيساوة بأصالته ورد الاعتبار لشيوخه في أفق تكريم أهم رموزه، إلى جانب عصرنته عن طريق إبداعات الجيل الجديد من الشباب المهتم بهذا الإرث الفني العريق. ويعد التراث العيساوي مظهرا من بين أهم مظاهر التنوع الثقافي والحضاري الذي تتميز به جهة مكناس تافيلالت، باعتباره واحدا من الفنون التي طبعت حياة المغاربة كوسيلة للتعبير وأداة للتواصل مع العالم الخارجي، تحمل أكثر من رسالة حول قيم ومبادئ التعايش والتسامح والتواصل تبادلتها أجيال وأجيال حافظت على هذا الإرث الثقافي عبر التاريخ.