تجمع محبو المغنية الأميركية الراحلة ويتني هيوستن من أفراد عائلتها وأصدقائها المقربين في جنازتها التي استمرت ما يقارب اربع ساعات من ضمن احتفالية بمسيرتها الفنية وسط الدموع وكلمات الوفاء لامرأة عشقت الغناء وعرفت شهرة عالمية لا مثيل لها في التاريخ الحديث وانطفأت عن عمر يناهز 48 عاماً في حادثة «غامضة». ولقد تمت الجنازة في الكنيسة التي كانت ترتادها منذ طفولتها وهي المكان الأول الذي سمع فيها الجمهور صوتها عندما كانت تغني وتشارك وهي طفلة في جوقة الكنيسة. لم تكن جنازتها شعبية ومفتوحة بسبب رفض العائلة لذلك لكنها ضمت زهاء 1500 شخص حضروا ضمن تنظيم احتفالي وكان في المقدمة الممثل كيفن كوستنر الذي شاركها نجاحاتها والبطولة في الفيلم «بادي غارد» الذي غنت فيه له «سأظل دائماً أحبك» لتصبح هذه الأغنية أيقونة الأغنيات العاطفية عبر العالم. وبعدها قدمت لها مغنية السول الشهيرة ديون فارفيك قريبتها مجموعة من كبار نجوم أغاني السول والترانيم وموسيقى البوب من الماضي والحاضر عبر احتفالية مؤثرة مع ستيفي ووندر والتون جون وبيونسي.. اعتبرت هيوستن من أعظم مطربي الثمانينات والتسعينات وحملت لقب «الصوت» في ساحة موسيقى البوب والسول وقد باعت في حياتها قرابة 170 مليون نسخة من ألبوماتها عبر العالم. وقد ذكرت الصحف العالمية وأجمعت على ان انهيار هيوستن ارتبط وثيقاً بكل تفاصيل العلاقة التي جمعتها مع مغني الراب بوبي براون، ولقد شوهد هذا الأخير في الجنازة فحضر في بداية الحفل التأبيني وغادر قبل انتهاء الجنازة. وكان قد تلقى دعوة من عائلة هيوستن للمشاركة مع أن الصحافة تنبأت بعدم دعوته وذلك لأن كل عائلة ويتني تعتبره المسؤول الأول والأخير عن كل المصائب التي نزلت بها منذ تعرفها به. وكانت هيوستن قد أغرمت بمطرب الراب بوبي براون عام 1990 وتزوجا في فترة لاحقة. ومعه عرفت الحب الكبير بل الشغف وكان حبهما متبادلاً، غير ان المشاكل بدأت سريعاً حين اكتشفت تعاطيه المخدرات. وسرعان ما تعلقت هي بالمخدرات لمجاراته يومياً. وكانت خياناته لها ناتجة من نقطة ضعف امام شهرتها العالمية. بعدها انفصلا ووقعت فريسة الإدمان. غرقت هيوستن في الحزن والفراغ والوحدة على غرار ما يصيب عدداً كبيراً من النجوم حين تفشل علاقاتهم العاطفية فتصير حياتهم معلقة بكلمة أو موقف أو شخص... وانتهت هيوستن غارقة في أحزانها وفي مغطس الماء حيث وجدت ميتة في الفندق الأنيق الذي عاشت فيه أيامها الأخيرة رحلت ويتني هيوستن على غفلة، وتلك اللحظة الخاطفة التي قاربت بها الموت في فيلم «بادي غارد» والتي سارع فيها حارسها الخاص وعاشقها الى حمايتها وابعاد الموت عنها في المشهد الأخير لم يتكرر، وحين اغمضت عينيها منذ ايام على غفلة وغرقت في موت غامض لم تكشف تفاصيله بعد لم تسعفها يد الحب التي خذلتها ربما، فأصرت على رحيلٍ باكر وتراجيدي وصاعق مثل صوتها الذي غنى الحب بأجمل ما يمكن