قال البيت الأبيض إن عودة المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني مرتبط بالتزام طهران بخفض التوترات مع الغرب، في وقت اعتبرت فرنسا استعداد إيران للتفاوض «انفتاحا جديدا»، وجاء ذلك في ظل تقارير استخباراتية ترجح قيام إيران بالرد في حال تعرضها لهجوم من دون أن تبادر هي للقيام بذلك. وسلمت إيران رسالة يوم الأربعاء إلى مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون التي تباشر الاتصالات مع طهران بالإنابة عن القوى الست الكبرى، وجاءت ردا على رسالة كانت آشتون بعثت بها إلى طهران في أكتوبر. وحملت الرسالة دعوة من طهران لمجموعة 5+1 لعقد اجتماع في أسرع وقت لبحث برنامجها النووي «في إطار احترام حق إيران في استخدام الطاقة النووية سلميا». وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جاي كارني إن الرسالة قد تؤدي إلى استئناف الجهود الدبلوماسية بشرط أن يكون الإيرانيون جادين، وأضاف «يوجد وقت ومجال هنا لحل دبلوماسي إذا اختارت إيران أن تتواصل من خلال تصرفات بناءة». وأوضح كارني أن واشنطن «تراجع رسالة طهران»، وأضاف قائلا للصحفيين المسافرين مع الرئيس الأميركي باراك أوباما على متن طائرة الرئاسة «الإيرانيون كانوا بحاجة إلى الرد على تلك الرسالة (التي أرسلت إليهم) وهم فعلوا ذلك لكنني لا أريد أن أصدر أي أحكام لتوصيف ردهم في هذا الوقت». وفي بيان منفصل يؤكد هذا الموقف الحذر، قال وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا «قلنا دائما إن من مصلحتنا أن نحاول استئناف المحادثات مع إيران مفترضين أن تكون تلك المحادثات بناءة»، مضيفا أن واشنطن ستتشاور مع شركائها بشأن أي «خطوات قادمة». من جانبه اعتبر وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه الخميس أن رسالة إيران -وإن بدت غامضة- تؤشر إلى انفتاح جديد من جانب طهران. في المقابل أعرب دبلوماسيون غربيون الخميس عن ترحيب حذر بعرض إيران استئناف المحادثات النووية، ملقين بظلال من الشك على وجود رغبة أصيلة لدى إيران في مناقشة المخاوف الغربية المتمثلة في احتمال سعيها لإنتاج قنبلة نووية. وقال دبلوماسي أوروبي -طلب عدم ذكر اسمه- في فيينا مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية «إنه نفس الخطاب الإيراني الغامض»، وأوضح لوكالة الأنباء الألمانية أن التحدي الرئيسي يتمثل فيما إذا كانت لدى إيران الرغبة في مناقشة المخاوف الغربية المتمثلة في أن برنامجها النووي له بعد عسكري. وقال دبلوماسي آخر إن القوى الست تتطلع إلى «بادرة تؤكد أن إيران ملتزمة بحق بالمحادثات»، واعتبر أن الخطاب الذي أرسل إلى آشتون يفتقر إليها، وأوضح أنه قد يكون من الصعب بالنسبة للقوى الست أن ترفض العرض الإيراني لإجراء محادثات بسبب التوترات المتفاقمة في المأزق النووي.