«الشيبولوبولو» تغتال أحلام «الفيلة» وتهدي لقبها الأول إلى أرواح منتخب 1993 توج منتخب زامبيا أول أمس الأحد بلقب النسخة ال 28 من كأس أمم إفريقيا لكرة القدم 2012، والتي أقيمت بغينيا الاستوائية والغابون، وذلك عقب فوزه في المباراة التي جرت بملعب «الصداقة» بالعاصمة الغابونية ليبروفيل على منتخب الكوت ديفوار بالضربات الترجيحية (8-7)، بعدما انتهى الوقت الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي. وقادت الواقعية والاستبسال الرجولي الذي أظهره لاعبو زامبيا، إضافة إلى النهج التكتيكي الذي رسمه المدرب هيرفيه رينار الذي بات رابع مدرب فرنسي ينال اللقب الإفريقي بعد كلود لوروا وليار لوشانتر (الكاميرون)، وروجيه لومير (تونس)، إلى الحد من خطورة المنتخب الإيفواري الذي سيطر دون جدوى واستحوذ على الكرة في أغلب من أطوار اللقاء، علما أن قائد المنتخب الإيفواري ديديه دروغبا كان قريبا من إنهاء النتيجة لصالح «الفيلة»، لكنه أضاع برعونة ضربة جزاء قبل ثلث ساعة من نهاية اللقاء. وحظي منتخب « الشيبولوبولو» أو «الرصاصات النحاسية» بتعاطف الكثير من المتتبعين، نظرا للروح القتالية العالية للاعبيه الذين يمارس أغلبهم في البطولة الزامبية، فيما لا تتوفر كتيبة الرصاصات إلى على ثلاثة محترفين خارج القارة السمراء (اثنين بالصين وواحد بسويسرا)، لكنهم نجحوا في إسقاط المنتخب الإيفواري الذي يعج بالنجوم المحترفين بكبريات الدوريات الأوروبية، يتقدمهم ديديه دروغبا ويايا توري وجيرفينيو وسليمان كالو وآخرين. وبالرغم من خسارته للقب، فإن منتخب الكوت ديفوار قدمت عرضا طيبا وشكلت خطورة على مرمى زامبيا، لكن تدخلات الحارس حالت دون تقدم الإيفواريين في أكثر من مناسبة، إلى جانب تحصين لاعبي زامبيا لخطي الوسط والدفاع، بينما كانت فرص التسجيل أوضح لزامبيا التي كانت قاب قوسين أو أدنى لهز الشباك الإيفوارية، وليستمر اللقاء على إيقاع البياض في وقته الأصلي والإضافي، لتحسم ضربا الترجيحية لصالح «التماسيح»، حيث أهدر حبيب كولو توريه وجيرفينيو للكوت ديفوار، فيما تدين زامبيا بلقبها الى ستوبيلا سونزو الذي سجل الضربة الترجيحية الأخيرة، وقادها إلى لقبها الأول في تاريخ مشاركاته ال 15 في المونديال الإفريقي. وفجرت زامبيا بالمستوى الراقي الذي قدمته خلال البطولة ولاقى استحسانا من عشاق الكرة الإفريقية، مفاجآت عديدة بتصدرها للمجموعة الأولى بعدما حققت فوزين وتعادلا، منها فوز غير متوقع أمام السنغال، لتنجح في تجاوز عقبة دور الربع بسهولة عندما اكتسحت السودان بثلاثية نظيفة، قبل أن تعلن عن رغبتها بالذهاب بعيدا في المسابقة بإسقاطها غانا من المربع الذهبي، ثم تضيف دروغبا وزملاءه إلى قائمة ضحاياها وتحرمهم من لقب طال انتظاره. وشكل هذا النهائي فرصة للمنتخبين للتنافس على اللقب القاري الذي لم يسبق للزامبيين تذوق حلاوته إطلاقا، حيث يبقى أفضل إنجاز لمنتخب «التماسيح» الوصافة في دورتي مصر 1974 أمام الكونغو الديمقراطية (1-0)، ودورة تونس 1994 أمام نيجيريا (2-1)، فيما تطارد أفيال الكوت ديفوار اللقب في السنوات الأخيرة لكنها فشلت في تحقيق اللقب لأول مرة منذ 20 سنة، غير أن الكوت ديفوار فشلت للمرة الثانية في إحراز اللقب بعد خسارتها في نهائي نسخة 2006 أمام مصر البلد المضيف بضربات الترجيح (4-2). ونجحت زامبيا أخيرا في إحراز اللقب، وإهدائه إلى أرواح ضحايا انفجار الطائرة التي كانت تقل المنتخب الى السنغال لخوض مباراة في تصفيات الكأس القارية عام 1993 في ليبروفيل بالتحديد، إذ زار لاعبو المنتخب الزامبي مكان تحطمها الخميس الماضي لدى وصولهم إليها من غينيا الاستوائية، حيث خاضوا مباريات الأدوار الأول وربع ونصف النهائي، غير أن المصادفة الجميلة كانت أن رئيس الاتحاد الزامبي حاليا ونجم الكرة الزامبي كالوشا بواليا، كان الناجي الوحيد من الحادثة نظرا لتأخره في الالتحاق بالطائرة. يشار إلى أنها المرة الرابعة التي يحسم فيها اللقب بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي، بعد الأولى عام 1986 في القاهرة بين مصر والكاميرون (5-4)، والثانية عام 1992 في دكار بين ساحل العاج وغانا (11-10)، والثالثة عام 2006 بين مصر وساحل العاج (4-2).