يطرح العدد الجديد من مجلة العربي، سؤال الساعة: الشباب العربي كيف يفكر؟ ولماذا يثور؟ عبر مقالة افتتاحية للدكتور سليمان العسكري، رئيس التحرير، يقرأ فيه ، تحليلا واستشرافا، «التقرير العربي الرابع للتنمية الثقافية» الذي يرصد مرحلة المخاض التي سبقت الثورات العربية ويركز على حضور الشباب في القضايا الساخنة منذ أواخر 2010 وبامتداد العام المنصرم. من بين ما يرصده التقرير ويتوقف عنده الدكتور العسكري هو مستويات البطالة خصوصا بالنسبة لحملة الشهادات الجامعية التي كانت أحد عوامل الانفجار الاجتماعي الذي أمد الثورة التونسية بتلك القوة الاحتجاجية الشبابية العارمة. إضافة إلى تدني جودة التعليم الذي أصبح أحد أشكال الخلل الرئيس المؤثر في علاقة التعليم بسوق العمل، ويرصد التقرير أيضا الدور الذي لعبه شباب الفنانين والمبدعين في الثورات عبر الافكار والقضايا والأشكال الفنية التي استخدمت في التعبير. ثم كيف كان القوة المعلوماتية متغيرا جديدا فرض نفسه كأداة أساسية ومهمة في التثوير والتغيير. ويشدد المقال على ضرورة إعادة التفكير في أدوات قياس الرأي المتبعة عربيا، ومتابعة القضايا المثارة على شبكات التواصل ومدونات الشباب. ويواكب صدور العربي في هذا الشهر مناسبة الاحتفال بعيدي التحرير والاستقلال، لكنه أيضا يواكب الاحتفال بعيد تاريخي ثالث، يتزامن مع مناسبة اليوبيل الذهبي لمولد الدستور الكويتي، لذلك خصصت «العربي» ملفا بعنوان «الدستور الكويتي» شارك فيه كل من الدكتور محمد الفيلي بمقال بعنوان دستور دولة الكويت وقفة بمناسبة خمسين عاما على ميلاده يرصد فيه كافة ظروف صياغة دستور دولة الكويت، وأهم ما تضمنه من حقوق؛ مثل حرية الاعتقاد وممارسة الشعائر ونظام الحكم الذي أرساه بصياغة وسيطة بين النظامين البرلماني والرئاسي والدور الذي لعبته صياغة الدستور الكويتي في ضمان استقرار دولة الكويت على مدى نصف قرن. ويكتب أنور الياسين مقالا تأريخيا يرصد فيه محاضر اجتماعات لجنة الدستور للمجلس التأسيسي، والكيفية التي صيغت بها العمل في إقرار كافة البنود التي تحقق العملية الديمقراطية بشكل مثالي وتوفر كافة الحقوق الأساسية للمواطن الكويتي وللمقيمين على السواء، وهي المحاضر التي نتج عنها إنشاء الدستور في نهاية العام 1962 على يد صاحب السمو المغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح. ويكتب زكريا عبد الجواد في الملف نفسه، مقالا بعنوان نشأة الدستور الكويتي يوثق فيه مسيرة إنشاء الدستور الكويتي حتى صدوره. ومن الكويت أيضا تنفرد «العربي» بحوار مميز بين جيلين من أجيال المسرح الكويتي، الجيل الأول المؤسس الذي يمثله الكاتب المسرحي الرائد عبد العزيز السريع الذي شارك في كتابة أهم المسرحيات الكويتية في الخمسينات والستينات، بينما يمثل الجيل الشاب الواعد المسرحي المتميز سليمان البسام الذي استطاع أن يحقق للمسرح الكويتي تواجدا عالميا خلال السنوات الأخيرة. الحوار الذي أداره رئيس التحرير وفريق التحرير في العربي، دار حول تاريخ الحركة المسرحية الكويتية، كما تناول أسباب فقدان المسرح الكويتي لخيوط المشروع الوطني وآفاق المستقبل المسرحي الكويتي على يد الجيل الحالي ورموزه اللامعين. يتضمن العدد أيضا ملفا عن المرأة العربية، يضم ثلاث مقالات تلعب المرأة فيها دور البطولة ويدور أول تلك المقالات حول فضاء المسرح العربي ودور المرأة الفلسطينة في الإبداع المسرحي الفلسطيني في مقال للدكتورة وطفاء حمادي، بينما يكتب الدكتور حسين الأنصاري عن مقالا عنوانه «المرأة العربية والفضاء الثقافي من واقع التهميش إلى أفق الإبداع». بينما يكتب خالد سليمان مقالا عن الشاعرة التونسية زبيدة بشير «طائر الفينيق بيم الغربة والاغتراب». ويتضمن العدد تحقيقا عن ملتقى الشعر من أجل التعايش، وهو ملتقى مؤسسة البابطين الشعري الذي عقد هذه المرة في دبي يكتبه مصطفى عبدالله، فيما يكتب أحمد فضل شبلول وهذايل الحوقل تحقيقا مصورا عن المكتبات في الكويت. ويكتب الدكتور محمد محمود الطناحي موضوعا مميزا بعنوان «ثلاثون عاما من تاريخ الكويت» قراءة في شهادات الرحالين. وفي الأدب يكتب الدكتور أحمد الهواري قراءة نقدية بعنوان «البطل الهامشي في رواية صمت يتمدد» وهي أحدث أعمال الدكتور سليمان الشطي الأدبية. العدد يتوفر على العديد من المقالات الأخرى في فروع المعرفة والأدب، وبينها موضوع عن قصيدة النثر العربية للدكتور محمد الشحات، فيما يكتب يوسف النشابة موضوعا عن صناعة السفن في مملكة البحرين والكويت. وتتابع الدكتورة داليا توفيق سعودي معرضا شديد الخصوصية أقيم في باريس مؤخرا، في اليوبيل الفضي لمراسلين بلا حدود، بعنوان البحث عن ألكسنرا بولا: «رحلة مصورة من أجل الحرية» حول مصورة فرنسية ووالدها فقدت حياتها من أجل التصوير حيث ترصد سيرتها وأعمالها الفوتغرافية، وتلتقي مع والدة المصورة الراحلة لاستكمال سيرة هذه الفنانة التي أفنت جانبا كبيرا من حياتها وهي تتأمل الشرق العربي والمنطقة بشكل عام فنيا وفوتوغرافيا. كما يضم العدد العديد من الموضوعات الأخرى والأبواب الثابتة ومقالات كبار الكتاب العرب، ومع العدد يوزع ملحق البيت العربي الذي يتضمن عددا كبيرا من الموضوعات الخاصة بالبيت العربي، فنونا وتربية وأزياء وتصميما داخليا.