قال الرئيس التونسي منصف المرزوقي، أول أمس الأحد بأديس أبابا، إن الاتحاد الإفريقي لا يستطيع الاستغناء عن بلد هام مثل المغرب. وأكد المرزوقي، في كلمة خلال افتتاح القمة ال18 لرؤساء الدول والحكومات بالاتحاد الإفريقي (29 و30 يناير الجاري)، أن تفعيل اتحاد المغرب العربي ضرورة ملحة، وأنه لا ينبغي أبدا أن تكون تسوية قضية الصحراء شرطا مسبقا لإعادة إحياء اتحاد المغرب العربي. وقال «إنه خلل كبير ينبغي تصحيحه»، مؤكدا على ضرورة أن تجد المملكة مكانها في هذه المنظمة. وكانت قد افتتحت صباح أول أمس الأحد بأديس أبابا أشغال القمة ال18 العادية لجمعية الاتحاد الإفريقي، وذلك تحت شعار «إنعاش التجارة الإفريقية البينية». وشكلت لحظات قوية للقمة، انتخاب أعضاء لجنة الاتحاد التي تستكمل ولايتها متم هذا الشهر، بدءا برئيس ونائب رئيس لجنة الاتحاد. و أعلن مصدر رسمي أن القادة الأفارقة المجتمعين في قمة أديس أبابا أخفقوا، أمس الاثنين في انتخاب رئيس لمفوضية الاتحاد الإفريقي الهيئة الرئيسية لهذا التكتل. وقال رئيس زمبيا ميكايل زاتا بعد الاجتماع أن «ايا من المرشحين المتنافسين لم ينجح» بعد أربع جولات من التصويت نظمت لاختيار احد مرشحين وزيرة داخلية جنوب إفريقيا نكوسازانا دلاميني زوما ورئيس المفوضية المنتهية ولايته الغابوني جان بينغ. وأضاف أن «الانتخابات المقبلة ستجري في يونيو»، ملمحا إلى القمة المقبلة للاتحاد الإفريقي. وبانتظار القمة المقبلة سيقوم بمهام رئيس المفوضية بالنيابة نائب رئيسها الحالي الكيني ايراستوس موينشا، كما ذكرت مصادر متطابقة في الاتحاد. واكد الرئيس التوغولي فور غناسينغبي لفرانس برس أن الاتحاد الإفريقي «ليس لديه بعد» رئيس لهيئته التنفيذية. وقالت المصادر ان بينغ تقدم بشكل طفيف على منافسته الزوجة السابق للرئيس جاكوب زوما، في الجولات الثلاث الأولى من التصويت صباح نفس اليوم. وقد حصل في الدورة الأولى على 28 صوتا مقابل 25 لدلاميني زوما، ثم 27 مقابل 26 وأخيرا 29 مقابل 24. واضافت ان دلاميني زوما اضطرت بموجب القواعد لسحب ترشيحها لكن بينغ الذي بقي بلا منافس لم يحصل على غالبية الثلثين المطلوبة بموجب النظام الداخلي للاتحاد. ومن جهة أخرى أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، خلال لقائه أول أمس الأحد، بأديس أبابا، على هامش قمة الاتحاد الإفريقي، مع الرئيس التونسي، المنصف المرزوقي، عن أمله في أن «يصبح المغرب العربي قويا ويكون المخاطب والشريك للمنظمة الأممية»، حسبما أوردته وكالة الأنباء التونسية الرسمية. وأضافت الوكالة أن الرئيس التونسي أشار في هذا السياق إلى «الديناميكية الجديدة والايجابية التي يعرفها المغرب العربي»، والتي اعتبرها «ترجمة لإرادة صادقة من اجل بناء مغرب موحد». وقالت الوكالة إن المرزوقي ذكر في هذا السياق بدعوة تونس إلى عقد قمة مغاربية في العاصمة التونسية. من جهة أخرى، أفاد المصدر ذاته أن بان كيمون أكد للرئيس التونسي خلال هذا اللقاء على استعداد الأممالمتحدة لتوفير المساندة الفنية واللوجستية الضرورية لتونس، مشيدا في هذا السياق بالإصلاحات التي انخرط فيها هذا البلد. وأعرب الأمين العام، تضيف الوكالة، عن أمله في أن تمضي تونس قدما على هذا النهج، مؤكدا التزام المنظمة بمساندة مسار التنمية الاقتصادية في تونس. من جهته، شدد المنصف المرزوقى، حسب الوكالة، على أهمية المسار الديمقراطي الذي انتهجته بلاده، مؤكدا أن نجاح هذا التوجه يبقى رهين بانتعاشة الاقتصاد التونسي. وأعرب عن أمله في أن تساعد المنظمة الأمميةتونس من خلال «التعريف بصورتها الجديدة لدى أصدقائها»، معتبرا أن تونس «تمثل مخبرا لبناء الديمقراطية ليس في العالم العربي فحسب، بل في العالم أجمع».