أقيم مؤخرا بأكادير معرض فوتوغرافي بعنوان «ذاكرة التزام, الطريق الطويل للمحاربين المغاربة», وذلك تكريما لقدماء المحاربين المغاربة الذين قاتلوا في صفوف الجيش فرنسي. ويندرج هذا المعرض الذي يتواصل الى غاية 7 فبراير المقبل في إطار برنامج تعاون بين جهة سوس-ماسة درعة, ومنطقة أكيتان بفرنسا. وتهدف هذه التظاهرة الى تكريم قدماء المحاربين المغاربة, عبر تثمين ذاكرتهم انطلاقا من محطات مساهمتهم في إطار قطاعات «الأهالي» (أنديجين) داخل الجيش الفرنسي. وقد تم بالمناسبة عرض قرابة عشرين صورا لقدماء المحاربين الذين يقيمون في مدينة بوردو, وموقعة من طرف لويك لو لوي. والتقطت هذه الصور , من الجحم الكبير, بالاسود و الابيض بحيث تعكس بجلاء العنفوان الداخلي للشخوص. ويتاح لزوار المعرض اكتشاف عناصر تاريخية متنوعة تتمثل في نصوص ومجموعة صور وخرائط تمكن بشكل أفضل من استعادة التاريخ النبيل لهذه الذاكرة الراسخة. يذكر أن عشرات آلاف الجنود المغاربة حاربوا في صفوف الجيش الفرنسي خلال الحرب العالمية الاولى والثانية, وكذا حرب الهند الصينية, وكونوا تشكيلا هاما يحمل اسم «أنديجين». وبعد الاستقلال وجد هؤلاء الجنود أنفسهم محرومين من حقوقهم ومن رواتب معاشهم على غرار ما يتقاضاه زملاؤهم القدامى في الجيش الفرنسي. وبعد معركة طويلة النفس, وفي وقت بلغ البعض منهم من الشيب عتيا, تمكنوا في آخر المطاف من انتزاع بعض حقوقهم. ويستند المعرض على عمل شبكة أكيتان للتاريخ وذاكرة الهجرة وجمعية الرابطة الثقافية, والعائلية والاجتماعية في إطار برنامج لتجميع الأرشيف الشفاهي وذاكرة الهجرة.