الفريق الوطني ينهزم أمام تونس في مستهل مشواره بالبطولة الإفريقية تلقى المنتخب الوطني لكرة القدم صفعة قوية بخسارته أول أمس الاثنين بهدفين مقابل واحد أمام المنتخب التونسي على ملعب «الصداقة»، في افتتاح مشواره بكأس أمم إفريقيا 2012 المقامة بغينيا الاستوائية والغابون، برسم الجولة الأولى عن المجموعة الثالثة، والتي عرفت فوز المنتخب الغابوني على منتخب النيجر بهدفين نظفين في وقت سابق. ولم تستطع العناصر الوطنية تجسيد أدائها على أرض الواقع رغم هيمنتها على أطوار شوطي المباراة، بالإضافة إلى الأخطاء السذاجة التي وقع فيها الدفاع المغربي، واستغلها التونسيون بنجاح ليتمكنوا من اصطاد شباك الحارس نادر المياغري في مناسبتين، وتمنح «نسور قرطاج» انتصارهم التاسع على «أسود الأطلس»، مقابل فشل الفريق الوطني في فك العقدة التونسية التي رافقته في المواجهات الأخيرة. وفاجأ الناخب الوطني إيريك غيريتس، المتتبعين بإقحامه الجناح أسامة السعيدي في الجهة اليسرى، بعدما كانت الشكوك تحوم حول مشاركته كأساسي، بجانب إشراكه للعائد من الإصابة أحمد القنطاري مكان عبد الحميد الكوثري، كما اختار المدرب البلجيكي أن يترك مهاجمه يوسف حجي كورقة رابحة في الخط الأمامي. واستهل الفريق الوطني المباراة بالتحصل على ضربة ثابتة في الدقيقة الثالثة بعد خطإ ضد نور الدين أمرابط، لكن مبارك بوصوفة سددها فوق المرمى، قبل أن يعود أمرابط مجددا وينطلق منسلا من الجهة اليمنى، غير أن الدفاع التونسي تدخل لإيقاف خطورة مهاجم قيصري سبور التركي. وعلى إثر ركنية لصالح المنتخب التونسي، كاد العميد كريم حقي أن يسجل الهدف الاول ل «نسور قرطاج» لولا تدخل المياغري، وفي الدقيقة (12) مرر بوصوفة كرة بين أقدام المدافعين التونسيين لمروان الشماخ الذي سددها تجاه المرمى التونسي، لكن الحارس أيمن المثلوثي أنقذ الموقف وحرم الشماخ من توقيع هدف محقق. وخلال هجمة مرتدة تلقى المهدي بنعطية ورقة صفراء لعرقلته المهاجم التونسي، واحتسب الحكم الجنوب الإفريقي ضربة حرة مباشرة للتونسيين، انبرى لتنفيذها خالد القربي طويلة ومخادعة للحارس المياغري الذي فشل في التصدي لها، وليتقدم النسور بهدف في الدقيقة (34) ضد مجريات اللعب التي كانت تصب لفريقنا الوطني. ورغم الهدف المفاجئ، فإن معنويات العناصر الوطنية لم تهتز في ظل سيطرته على خط الوسط بقيادة العميد الحسين خرجة ويونس بلهندة، هذا الأخير كان قريبا من معادلة النتيجة لو سكنت تسديدته شباك المثلوثي، فيما طرح مستوى السعيدي علامات استفهام حول جدوى مشاركته، لينتهي الشوط الأول بتقدم المنتخب التونسي هدف دون رد. وفي مطلع الشوط الثاني، أجرى غيريتس تغييرا بإشراك عادل تاعرابت مكان السعيدين غير أن سيناريو الشوط الأول تكرر، حيث استمرت العناصر الوطنية بفرض أفضليتها دون ترجمتها إلى أهداف، إذ في الدقيقة (48) هيأ الشماخ كرة للبديل تاعرابت الذي ساهم في تنشيط الجهة اليسرى، وسدد كرة قوية تدخل المثلوثي لإبعادها للركنية. غيريتس قام بتبديل ثان (60) حيث أقحم حجي مكان بوصوفة الذي لم يظهر بالشكل المطلوب في خط الوسط، وجاءت الفرصة مواتية لمهاجم رين الفرنسي لتعديل الكفة بعدما استلم كرة أرضية من خرجة ورودها ببراعة، غير أنه أضاع هدفا محققا كان سيقلب موازين اللقاء ببشاعة. سلاح الهجمات المرتدة الذي اعتمد عليها المنتخب التونسي كان ليعزز تقدم النسور بهدف ثان، لولا تدخل المياغري وإبعاده الكرة، ومباشرة بعد ذلك سوء تغطة من المدافعين القنطاري والقادوري كلفت الفريق الوطني هدفا ثانيا في شبا المياغري (75)، ولم يفلح دخول يوسف العربي في تغيير مجريات اللقاء بعدما فشلت كافة محاولات الشماخ بسبب محاصرته من المدافعين التونسيين. وفي ظل الضغط الذي فرضه «أسود الأطلس» على المنتخب التونسي، تمكن الحسين خرجة من تقليص الفارق (85)، بعد ركنية وصلت لأمرابط مررها نحو المرمى لتجد القنطاري الذي هيأها برأسه للعميد، وكاد خرجة أن يدرك التعادل لولا أن تسديدته بعد اختراقه الدفاع التونسي مرت فوق قائم الحارس التونسي بسنتيمرات قليلة. وبهذه الخسارة، سيصبح الفريق الوطني ملزما على تحقيق الانتصار في لقاءيه القادمين أمام الغابون والنيجر، إذا ما أراد حجز إحدى بطاقتي التأهل إلى دور الربع، وذلك دون انتظار نتائج باقي المنتخبات لتفادي حسابات اللحظات الأخيرة. تصريحات * حجي لقد سيطرنا على المباراة ولكن الهدف الأول أربك حساباتنا..الصعب في كرة القدم هو خلق الفرص ونحن نجحنا في خلق عدة فرص ولكن العائق الذي رافقنا هو فشل ذريع في ترجمتها لأهداف... مازالت أمامنا مباراتين ونحن مطالبون ببذل جهود أكبر خاصة على مستوى إحراز الأهداف... في المجموعة ثلاث مقابلات ونحن لم نلعب إلا واحدة فقط ومازلت حظوظنا قائمة لجمع ستة نقاط كاملة سنبذل كل ما في وسعنا لنحصده أو على الأقل أكبر عدد منها. * بنعطية كنا الأفضل بشهادة الجميع، والجماهير التي شاهدت اللقاء اعترفت بأن الهزيمة لا تعكس حقيقة مجريات اللقاء ولكن في كرة القدم السيطرة لا تعني بالمرة الفوز. قبلنا أهدافا على إثر هفوات فردية، مضيفا: المهمة أصبحت صعبة خاصة في المباراة التي ستجمعنا بالجابون البلد المنظم بعد أن فاز في المباراة الافتتاحية وهذا من شأنه أن يدعم حظوظه في التأهل، ولكن علينا لعب كل أوراقنا ولن نرمي المنديل. * خرجة لم نكن نستحق الخسارة لاننا كنا الافضل في الشوط الاول وسنحت امامنا العديد من الفرص، ثم سيطرنا كليا على الشوط الثاني واهدرنا ايضا العديد من الفرص»، مضيفا «لدينا العديد من اللاعبين الذين يخوضون العرس القاري للمرة الاولى وأتمنى ألا يتأثروا بالخسارة، صحيح إنني مستاء من الخسارة لكننا سنبذل كل ما في وسعنا لتحقيق الفوز في المباراتين المتبقيتين». * حقي صحيح أنني سعيد بهذا الفوز ولكن من خلال خبرتي الكبيرة في مثل هذه البطولات وأنا أشارك في البطولة الخامسة أقول إننا لم نفز بعد باللقب وإنما كسبنا معركة من «حرب رياضية» ومازال أمامنا عمل كبير، ويجب أن نحافظ على التركيز في باقي المباريات وعدم الدخول في هيستيريا من الأفراح وتجنب الغرور ومواصلة الرحلة التي بدأناها. * عبد النور لم يكن فوزا سهلا ولكنه كان مستحقا ناهيك وأننا واجهنا منتخبا عتيدا يعج بالنجوم، خاصة على مستوى الخط الهجومي، ونعترف بأن مهمتنا لم تكن سهلة بالمرة لإيقاف مهاجمي المنتخب المغربي ولكن المهم في مثل هذه المواعيد هو الفوز ودخول المنافسة من الباب الكبير. * المساكني لم يكن فوزنا على المنتخب المغربي مفاجئا، فقد مكننا من تحقيق فوز ثمين، واقتناص ثلاث نقاط مهمة. لقد كان أسود الأطلس هم الأقوى لامتلاكه لاعبين لديهم مهارات تقنية جيدة، وحيازتهم الكرة، لكن زملائي عرفوا كيف يمتصوا حماس المغاربة، ويتغلبوا عليهم بهدفين لواحد.