إسبانيا تعتبر أمنها رهينا باستقرار المغرب وازدهاره غادر رئيس الحكومة الإسبانية، ماريانو راخوي، المغرب، عشية أول أمس الأربعاء، وذلك عقب زيارة رسمية قام بها للمملكة. وكان جلالة الملك محمد السادس قد استقبل ماريانو راخوي بالقصر الملكي بالرباط، وأجرى معه مباحثات. كما أجرى رئيس الحكومة الإسبانية مباحثات مع بنكيران رئيس الحكومة المغربية. وكان راخوي قد حل صباح الأربعاء بالرباط في إطار زيارة رسمية للمغرب تعد الأولى له إلى الخارج منذ توليه هذا المنصب. هذا وفيما عبر رئيس حكومة مدريد عن اقتناع بلده بكون «أمن واستقرار وازدهار جارها الجنوبي هو من أمن واستقرار وازدهار إسبانيا، ومن ثمة فإن ما يجمع هو أكثر بكثير مما قد يفرق»، أكد رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران على ضرورة الرفع من مستوى العلاقات المغربية الإسبانية إلى أفضل الدرجات الممكنة. وقال بنكيران، في ندوة صحفية عقب مباحثات أجراها مع رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي، الذي قام أول أمس بزيارة رسمية للرباط، إن العلاقات بين المغرب وإسبانيا «لا يمكن لها أن تسير إلا في اتجاه واحد وهو تحسين العلاقات إلى أحسن الدرجات الممكنة». رئيس الحكومة المغربية وصف لقاءه بالمسؤول الإسباني ب «الناجح» والذي يمهد ل «سلسلة من اللقاءات ولعلاقات طيبة بين البلدين». وأضاف بنكيران، «اتفقنا على أن تتلو هذه المحادثات لقاءات أخرى من ضمنها لقاءات على أعلى مستوى». وأردف بنكيران ضمن ذات الموعد الصحفي، «لا نملك إلا أن نهنئ أنفسنا، كبلدين، على هذه الانطلاقة الجيدة.. حتى تكون علاقاتنا كما يجب أن تكون بين جارين لا يريد الواحد منهما للآخر إلا الخير». كما زاد رئيس الحكومة أن لقاءه بنظيره الإسباني طبعه الكثير من «الوضوح والصراحة»، وشكر أيضا راخوي على «قراره إجراء أول زيارة له صوب الخارج إلى المغرب». وفي نفس الإطار، قال رئيس الحكومة الإسبانية، ماريانو راخوي، إن بلاده تدعم بقوة مسلسل الإصلاحات الذي أطلقه الملك محمد السادس، مبرزا أن هذه الإصلاحات جعلت المغرب «في طليعة دول المنطقة ومثالا يحتذى به». وأضاف أن إسبانيا «ستكون بجانب المغرب لتحقيق إصلاحاته السياسية والاجتماعية والاقتصادية». وحسب ذات المسؤول الإسباني فإن زيارته للمغرب تأتي بهدف «فتح مرحلة جديدة تقوم على تمتين علاقات الصداقة وحسن الجوار المتميزة القائمة بين الرباطومدريد». كما اعتبر راخوي نفسه «صديقا للمغرب» وأنه سيراهن على تعارف متبادل أفضل، إضافة إلى العمل على تقوية العلاقات وتعزيز التبادل في المجالات الاقتصادية والتجارية وكذا البعثات الجامعية والعلمية والرياضية. وذكر في هذا الصدد بأن إسبانيا تشكل الشريك والمستثمر الثاني للمملكة وأن أكثر من 800 شركة إسبانية توجد بالمغرب، مشدّدا على ضرورة الاستفادة من «الوضعية الجيوستراتيجية التي يحظى بها البلَدان المتواجدان بين إفريقيا وأوروبا، وبين الأطلسي والمتوسط». وأعرب ماريانو راخوي عن ارتياحه للمحادثات مع رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، والتي تناول خلالها الجانبان، على الخصوص، قضايا مرتبطة بالتعاون الاقتصادي والثقافي بين البلدين وكذا العلاقات بين المغرب والاتحاد الأوروبي والوضع بالمنطقة. وقال إنه تم الاتفاق على «عقد اجتماع رفيع المستوى خلال هذه السنة بين حكومتي البلدين, وهذه القمة التي ستتزامن مع الذكرى ال21 لتوقيع معاهدة الصداقة وحسن الجوار بين البلدين، ستمكن من تعزيز أواصر التعاون الثنائي».