يعتزم المغرب الدفاع عن مصالح وتطلعات القارة السمراء التي تعد أولوية بالنسبة له، وذلك بعد تسلمه لمقعده كعضو غير دائم بمجلس الأمن ابتداء من فاتح يناير الجاري لولاية تمتد لسنتين. وأكد سفير المملكة لدى الأممالمتحدة محمد لوليشكي أن انتخاب المغرب عضوا غير دائم بمجلس الأمن، يعد في المقام الأول، عربون ثقة المجتمع الدولي وخاصة إفريقيا. كما اعتبر أن انتخاب المغرب بمجلس الأمن يشكل «في المقام الأول وقبل كل شىء إنتصارا لإفريقيا في تنوعها ووحدتها». وأكد الديبلوماسي المغربي أن مساهمة المغرب داخل الجهاز التنفيذي ستكون استمرارا للسياسة الافريقية التي نهجها المغرب منذ استقلاله والتي تكثفت منذ اعتلاء جلالة الملك محمد السادس العرش، مبرزا التزام المغرب من أجل العمل خلال هذه الولاية لإعلاء صوت القارة والدفاع عن مصالحها. وأشار ديبلوماسي إفريقي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن المغرب يشكل «جزء لا يتجزأ من إفريقيا ورائدا في اندماجها»، مذكرا بأن المغرب يتقاسم نفس انشغالات أشقائه الأفارقة». كما ذكر بأهمية التعاون الذي يربط المغرب بهذه الدول سواء في مجالات البنية التحتية أو التكوين أو التربية أو الفلاحة وتدبير المياه أو أيضا في ما يتعلق بتبادل الخبرات والدعم خلال الكوارث الطبيعية، حيث أن المغرب «كان دوما حاضرا داخل عائلته الإفريقية». وأضاف أنه في هذه القارة نفسها، يسجل المغرب حضوره في الميدان في إطار عمليات حفظ السلم التابعة للأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديموقراطية وكوت ديفوار بنحو 1800 من القبعات الزرق، وهو يعتبر شهادة أخرى لالتزامه الإفريقي ولكن أيضا لانشغاله الدائم إزاء حفظ السلم والأمن الدوليين سواء على صعيد الوقاية أو حفظ الامن أو تعزيز السلام. وذكر محمد لوليشكي بأنه منذ أكثر من نصف قرن، عمل زهاء 50 ألف عسكري مغربي تحت راية المنظمة الأممية، مشيرا إلى أن العديد منهم ضحوا بأنفسهم من أجل السلام والاستقرار في إفريقيا.وأضاف أن نفس الالتزام يحرك المغرب من أجل التغلب على نزعات الإنفصال وعدم الاستقرار والإرهاب وتمكين القارة من استغلال كل إمكانياتها والقيام بدورها كاملا على الصعيد الدولي.