في جو من الخشوع، تم يوم الجمعة 23 دجنبر الجاري تنظيم حفل تأبين المرحوم محمد السفياوي، أستاذ مادة الكيمياء بكلية العلوم-أكدال، وعضو النقابة الوطنية للتعليم العالي في أجهزتها المحلية والوطنية، والذي وافته المنية يوم الأربعاء 16 نونبر الماضي، بمدينة الرباط، بعد مرض عضال. الحفل التأبيني حضره ثلة من الأساتذة الباحثين أصدقاء وزملاء المرحوم، وأفراد عائلته، ورفاق درب نضالاته السياسية والنقابية والجمعوية. وقد تميز هذا الحفل بكلمات ألقاها على التوالي رئيس جامعة محمد الخامس- أكدال وعميد كلية العلوم وشعبة الكيمياء ومجموعة التأمين للعالي، والأستاذة سعاد التطواني، والأستاذ حسن السعرب، والكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم العالي الأستاذ محمد الدرويش الذي جعل لكلمة النقابة عنوان «ثقافة الاعتراف» وأكد فيها على أن المتتبع لحياة المرحوم يقف على مسار رجل ناضل من أجل الحق ومن أجل خدمة الآخرين، ودافع عن قضايا التعليم وحقوق المشتغلين فيه وتطوير منظومته التربوية والعلمية كما اشتغل سنوات عدة بالعمل الجماعي. وانخرط المرحوم في نضالات الاتحاد الوطني لطلبة المغرب واستمر مدافعاً عن هذا الهم في إطار النقابة الوطنية للتعليم العالي، وزاوج بين نضالاته الاجتماعية ورسالته التربوية العلمية وطنياً ومغاربياً ودولياً، وكذا من خلال دوره البارز في رسالة جمعية الكيميائيين المغاربة. وفي كل هاته المحطات عرف الرجل رحمة الله عليه إنساناً هادئاً خدوماً، عفيف النفس متواضع الأخلاق حاملاً لهموم الناس سواء في القضايا المرتبطة بالشأن المحلي أم الملتصقة بالشأن الجامعي. وبهذا تكون حياة الفقيد مساراً به يقتدى واختياراً به يحتدى، مسارا طبعته أخلاق المناضل الملتزم والصارم والمتعقل في كل المواقع. وأضاف الكاتب العام أنه كان من المطلوب أن يقام لهذا الرجل أكثر من تكريم في حياته «لكن واقع الحال في بلد لا تتم فيه مبادرة من هذا النوع إلا بعد الإعلان عن الوفاة والفراق الأبدي». لذلك ومن أجل تثبيت ثقافة الاعتراف بخدمات الآخر، وبمناسبة احتفال النقابة الوطنية للتعليم العالي بذكراها الخمسين على تأسيسها، دعا الكاتب العام كل الأجهزة النقابية المحلية والجهوية وأعضاء اللجنة الإدارية وكل الأساتذة الباحثين بالجامعة إلى تنظيم حفلات تكريمية لقدماء ومؤسسي ومناضلي النقابة الوطنية للتعليم العالي خصوصاً، وكل الأساتذة الباحثين بهذه الجامعة التي شكلت انطلاق التعليم العالي بمغرب القرن العشرين، اعترافاً لهم بأدوارهم وعطاءاتهم وإسهاماتهم في تطوير منظومة التعليم العالي والبحث العلمي تأطيراً وتدريساًَ وبحثاً. وتثبيتاً لخلق وثقافة الاعتراف، وتأريخاً لاسم وأخلاق المرحوم، طلب الكاتب العام في ختام كلمته من رئيس جامعة محمد الخامس أكدال الدكتور وائل بنجلون ومن عميد كلية العلوم الدكتور سعيد أمزازي ومن كل الأساتذة الزملاء أعضاء مجلسي المؤسسة والجامعة، الموافقة على إطلاق اسم المرحوم محمد السفياوي على المدرج أ بكلية العلوم المركز. هذا وقد أجمعت باقي الكلمات بدورها على أخلاق الراحل وصفاته وتفانيه في خدمة الآخر، ونضالاته دفاعاً عن القيم والعدالة الاجتماعية، وصدقه وإخلاصه في عمله التربوي والعلمي والنضالي.